search

كيفين كيغان: منتخب إنجلترا سيفوز بكأس العالم قطر 2022

أسامة السويسي

أكد أسطورة كرة القدم الأنجليزية كيفين كيغان أن المنتخب الانجليزي الاقرب للفوز بكأس العالم قطر2022، وأوضح أن ما يحدث في قطر مذهل بشكل عام ولم ارى مثله في اعظم واكبر دول العالم.. وقال إن ما يحدث من تطور في قطر ومشاريع تحضيرا لكأس العالم 2022 لا يمثل مفاجأة بالنسبة لي.

جاء هذا في تصريحات أدلى بها كيغان لقنوات الكأس الرياضية عندما حل ضيفا على برنامج ضيفنا.

وكانت هذه تفاصيل الحوار:

مؤتمر أسباير فور سبورت يقام في بلدك، ونحن سعداء بأن يكون معنا أحد أصدقاء قطر هنا في حدث أكاديمية أسباير، فكيف وجدت المؤتمر إلى حد الآن؟

كان جديرا بالاهتمام إلى حد كبير، ومن الواضح أن مجرد الاستماع إلى أريغو ساكي، الذي هو مدرب رائع، يعتبر فرصة رائعة للحاضرين للحصول على مزيد من المعرفة، كما أن زيارة الأجنحة المختلفة، خاصة بالنسبة لي، لكوني عملت في قطر، مكنتني من رؤية التقدم الحاصل في في البلد، والاطلاع على سير العمل في الملاعب التي أصبح أحدها جاهزا لكأس العالم، لكن هذا لا يمثل مفاجأة بالنسبة لي، لأن الأمور تسير حسب مخطط محكم. وهنا، في مقر نادي تشيلسي لكرة القدم في قلب لندن، نحن نعيش يوم قطر في اليوم.

كيفن كيغان، بعد مسيرة ناجحة كلاعب مع أندية ليفربول وهامبورغ وساوثمبتون، شاهدناك تدرب فرق نيوكاسل..والمنتخب الإنجليزي، أعني أن كرة القدم أحبّت كيفن كيغان طوال ذلك الوقت، فهل سنرى كيفن كيغان يعود إلى مجال التدريب مجددا، وفي حال كان الجواب بالنفي، لماذا؟

لا أعتقد أنك قد ترينني أعود إلى التدريب مجددا، لقد استمتعت بذلك، لكن،

لماذا؟

حسنا، أنا في 66 من العمر، وهذا أحد الأسباب، أعتقد أنها مهنة لمن هم أصغر سنا مني، فهناك العديد من المدربين الشباب يبرزون حاليا، والفلسفة التي لديهم مختلفة. اللعبة ما تزال هي نفسها، مرمى في كل من طرفي الملعب، واثنان وعشرون لاعبا وحكم، لكن، أعتقد أني لما أنهيت مهمتي مع فريق نيوكاسل في المرة الثانية، شعرت بأن كرة القدم قد أصبحت في طريق يختلف عما ينبغي أن تكون فيه وعمّا عرفتها في مسيرتي الكروية، مثل العلاقة بين المدرب ومالكي النادي...

هل هي علاقة سيئة أم جيدة الآن؟

 أنا لا أقول إنها سيئة أو جيدة، بل ما أقوله هو أنها مختلفة، فعندما بدأت اللعب، لم تكن أسماؤنا تكتب على ظهر القميص لأننا كنا نعرف من نحن، ولم يكن هناك أي دعاية على القميص من الأمام، وكل ما كان لدينا هو الشعار، وكنا نلعب من أجل ارتداء قميص يكون رقمه من 1 إلى 11، أما الآن، فيمكن أن نرى لاعبا يحمل مثلا الرقم 46 أو 58 على الظهر. إذن، هناك العديد من التغييرات، العديد منها نحو الأفضل، لكن لا أعتقد أن كرة القدم اليوم، كما هي، تسترعي الانتباه والاهتمام كما كانت تفعل في زمننا. أعتقد أن المنشآت والمرافق أصبحت أفضل، وكذلك العناية باللاعبين، الذين أصبحوا أفضل لياقة، لا شك في ذلك، لكن الحماس لكرة القدم والعلاقة بالمشجعين، كانت أفضل.فقد كان اللاعبون يأتون في سياراتهم ويوقعون على ما يقدمه لهم المشجعون، أما الآن، فقد أصبحت حافلة اللاعبين تدخل إلى الملعب، ولم يعد للمشجعين تلك الفرصة ليكونوا على اتصال مباشر مع لاعبيهم المفضلين. وأعتقد أن كرة القدم، فقدت بعض رونقها بسبب ذلك. أتفهم جيدا ما جعل ذلك يحدث، لكن...

أتوقع أن ذلك كله كان بسبب المال، سنتحدث عن ذلك لاحقا؟

نعم، إن للأمر علاقة بذلك، لكن اللعبة تطورت أيضا، فقد أصبح يتوفر للاعبين لمزيد من الرعاية والاهتمام من حولهم، ففي حين أننا كنا ننزل للعب ونتعامل فيما بيننا ومع المدرب، أصبح لديهم الآن أخصائي التغذية، والعلاج الطبيعي أو المساج، والطبيب... إذن هناك أمور عديدة إيجابية حدثت.

لقد قمت بعمل في المجال الإعلامي في قطر، وأنت تعرف الكثير عن أكاديمية أسباير وعملها، كيف تصف ما تقوم بها قطر وأسباير فيما يتعلق بتطوير الرياضة ؟

إن ما تقوم به قطر بشكل عام، بالنسبة للقادم من إنجلترا، دون معرفة سابقة بهذا البلد، مذهل حقا. إذ أنه لا يتوقع أن يرى بلدا بهذا الحجم الصغير، متقدما إلى هذا الحد، من المرافق في كل مكان، بما في ذلك الفنادق وطريقة السفر، والمطار. أما في يتعلق بالرياضة وبأسباير، فإن ما يحدث هنا لا مثيل له في العالم. فبالرغم من أن بلدانا كإنجلترا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وأيضا في أمريكا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية، لها تاريخ طويل جدا في المجال الرياضي، فإنها لا تحظى بالمرافق والمنشآت التي تتوفر لأسباير. ويبدو أن المسؤولين قد جابوا العالم وشاهدوا أفضل ما فيه، وقالوا : يمكننا أن نفعل هذا وذاك، وهذا ما يجعل لاعبين كبارا من شتى أنحاء العالم، يأتون إلى أسباير.

وإلى أسبيتار، المستشفى؟

نعم، المستشفى بشكل خاص، حيث يدرسون المسائل المتعلقة بالرياضة ويفكرون في تطويرها، وأعتقد أن مجرد متابعة الجزء الأول من المنتدى، تجعل المتابع يشعر بأن النظرة تتجه إلى ما هو أبعد بكثير من نهائيات كأس العالم، ومن المؤكد أن كأس العالم ستكون منصّة رائعة في عام 2022، لكن سيكون هناك أمورا أبعد من ذلك.

إنك قد قلت ذلك من قبل، قلت إن إرث كأس العالم 2022 أكثر أهمية بكثير من البطولة نفسها! لقد قلت ذلك للجنة العليا للمشاريع والإرث عندما كنت في قطر!

نعم، لكن ما أعنيه بذلك هو أنهم يعدون لحدث ذي طابع خاص جدا، وهناك العديد من المنشآت والبنية التحتية التي يتم تشييدها. وتلك البنية التحتية سوف تظل موجودة لتستفيد منها دولة قطر لعشرات السنين، وأنا أتحدث هنا عن الطرق والأنفاق والجسور والمباني المختلفة وغيرها من البنى التحتية.وبالتالي، فإن الأمر لا يقتصر على تنظيم نهائيات كأس العالم، بل إن هذا الحدث يعتبر وسيلة لتحقيق أهداف أوسع.وبالنسبة إلى دولة قطر، فإن الأمر يظل مفتوحا على أفكار جديدة مختلفة سوف تترتب عن استضافة كأس العالم، ثم إن هناك الإفادة الراجعة من الناس حول الأمور التي يمكن القيام بها بشكل أفضل، بالنظر لكون الثقافة المحلية اقتضت أن تتم بعض الأمور بشكل مختلف، لكني أعتقد في كل الأحوال بصدد مشروع ضخم هنا. فهذا بلد يشهد نموا سريعا، وقد كان لوقت غير بعيد جدا على صلة بالامبراطورية البريطانية، وأنا في عمر يجعلني أتذكر تلك الفترة من التاريخ الحديث.

* كيفن كيغان، بالنسبة إلى المشاركين في المؤتمر، وللعالم أيضا: ما هي الرسالة التي تود أن توجهها إليهم؟

أعمال هذا المنتدى الذي نحضره؟ ما يمكنني أن أستفيده منه وكذلك جميع من شاركوا فيه بشكل أو بآخر، هو الاطلاع على كم هائل من المعلومات، وكل مشارك أو متابع، يأخذ من هذه المعلومات ما يناسبه على أساس المجال الذي يعمل فيه. أعتقد أنه بمثابة حضور دروس جامعية على مدى يومين.وما نفعله هو أن ننظر إلى البنايات وإلى القطارات، ثم طبعا إلى الملاعب وإلى أشياء أخرى مثل المستشفيات، والطريقة التي تنفذ بها المشاريع المختلفة وكذلك طريقة التفكير.. وبالتالي، فإن الأمر بمثابة أن نفتح كتابا أمام أحدهم ثم نقول له: اقرأ هذا. تلك هي الطريقة التي أرى بها الأمور ومدى ما يمكن تعلمه من مثل هذه الفعاليات!

وماذا عن المستوى الشخصي؟ ما الرسالة التي توجهها للعالم بناء على خبراتك وتجاربك؟

إن خبرتي تتلخص في أنه من خلال الرياضة يمكن تحقيق أي شيء، ولا توجد حدود لمدى ما نستطيع القيام به، لا حدود عرقية ولا مالية، فإذا كنت طفلا جيدا بما فيه الكفاية، وكانت لك العزيمة الكافية، فلا يكون أي شيء مستحيلا.

قطر تجاوزت ما خططت له استعدادا لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022،ما موقفك من الأفراد وربما المنظمات أو الهيئات التي تنتقد تنظيم كأس العالم في قطر؟

في الحقيقة، لو كان هناك تنظيم لكأس العالم يمكن انتقاده الآن، فسيكون تنظيم كأس العالم في روسيا، كما كان يمكن انتقاد تنظيم هذه البطولة في البرازيل أو في جنوب إفريقيا! وأنا لا أوافق على هذا الموقف، وأعتقد أن المشكلة التي نواجهها الآن في العالم الذي نعيش فيه اليوم، هو أنه عندما يحدث شيء جيد، فإن هناك البعض مما يجدون دائما مبررا لانتقاده، ويبحثون دائما عن السلبيات. وفي عالمنا الحالي، وقد تحدثنا عن روسيا بالنسبة لكأس العالم في العام القادم، وإذا كنا نتساءل عن المكان المثالي الذي يمكن أن ننظم فيه كأسا عالمية،فلن نجد مثل هذا المكان. فقد حظيت قطر بالحصول على تنظيم هذه الكأس العالمية لأول مرة في هذه المنطقة من العالم، وأعتقد أن الفيفا قد منحها حق الاستضافةلعلمه بأن قطر قادرة على تنظيم بطولةبمستوى متميز. فلا بد أن الفيفا نظر إلى البنية التحتية المتوفرة، وإلى السرعة التي تنجح بها قطر في تنظيم الفعاليات الرياضية العالمية، وإلى سرعة تعلمها من التجارب والخبرات. ولا يفصلنا اليوم إلا خمس سنوات عن كأس العالم 2022، ولولا أنني سبق لي أن زرت قطر، لكنت سأتساءل: كيف يمكنهم أن ينجحوا في التنظيم؟ فقد كنت هناك، ورأيت كيف تتقدم الأمور سريعا، ولن يكون هناك أي مشكلة من هذه الناحية. سيكون هناك مشاكل، هذا مؤكد، مثلا: كيف سيتم التعامل مع أعداد كبيرة من الجماهير سوف تأتي إلى بلد صغير، ولن يكون هناك مباريات تفصل بين أماكن إقامتها مسافات بمئات الأميال مثلما كان الحال في بلدان مثل فرنسا أو إنجلترا أو ألمانيا. أما في قطر، فسيكون الأمر مختلفا، وقد يكون ذلك عاملا مساعدا على أن نشهد أفضل كأس عالمية في التاريخ، بالنظر لهذا القرب، والعلاقات الوثيقة التي ربما لم تشهدها أي نسخة أخرى من نهائيات كأس العالم.

لقد أشرت إلى أن المنتخبات الأوروبية سوف تشارك لأول مرة في نهائيات كأس العالم بعد أربعة شهور فقط من انطلاق منافسات الدوري في أوروبا، بخلاف ما يحدث عادة من إقامة كأس العالم مباشرة بعد انتهاء الدوريات الأوروبية. فإلى أي مدى يمثل ذلك أفضلية ما؟

يمكنني القول بأن هناك أفضليات مختلفة لفرق مختلفة. ومن المؤكد أن اللعب في شهري مايو أو يونيو لا يناسب بعض الفرق أيضا. إذ أن روسيا مثلا، لديها فترة شتاء بالغ الصعوبة، وتتوقف المنافسات فيها لفترة طويلة، كما أن ألمانيا يتوقف فيها اللعبلفترة معينة في فصل الشتاء. وأعتقد أن ما أثار قلقي عندما تم إسناد تنظيم كأس العالم لدولة قطر هو مسألة حرارة فصل الصيف، وارتفاع نسب الرطوبة، حيث من الصعب البقاء في الشوارع خلال ساعات النهار، لكن، عندما تم الإعلان عن إمكانية نقل البطولة إلى شهر ديسمبر، قلت لنفسي إنهم لن يفعلوا ذلك أبدا، لأنه ينبغي أن يحصلوا على موافقة الدوري الإنجليزي الممتاز، وغيره من البطولات والمسابقات، لكنهم فعلوا ذلك.إذن، فهناك إمكانية لأن تكون هذه تجربة نتعلم منها الكثير!

هل في ذلك أفضلية للمنتخبات الأوروبية؟

أعتقد أن الأمر كذلك، أما إن كانت تلك المنتخبات سوف تستفيد من هذه الأفضلية، فتلك مسألة أخرى.

قد يكون هناك أفضلية بالنسبة للمنتخب الإنجليزي، مثلا؟

أكيد، لأننا سنكون في لياقة عالية، بينما تعودنا أن تأتي نهائيات كأس العالم بالنسبة لنا في نهاية موسم طويل وشاق، وأفضل اللاعبين الذين يلعبون في المنتخب، هم الأفضل ويشاركون إلى جانب ذلك في مسابقات دوري الأبطال والدوري، وغيرها، إذن بالنسبة لإنجلترا سيكون هناك أفضلية لمنتخبها من هذه الناحية، ذلك مؤكد، لكنه لا يعني أنها ستفوز باللقب!

لنكن متفائلين!

حسنا، أنا قد أكون أكثر الناس تفاؤلا في العالم، لكن ليس إلى هذا الحد!

إليك سؤالي الآن، وسيعجبك! إنجلترا سوف تشارك في مونديال روسيا، ولم تكن مشاركتها في نهائيات البرازيل في مستوى توقعاتها. لكني أتوقع أن يقدم الإنجليز أداء أفضل في روسيا، وربما بعد أربع سنوات من ذلك في قطر! هل ذلك هو السيناريو الواقعي الذي قد يكون الاتحاد الإنجليزي يعمل على تحقيقه؟

لا بد أنهم يحلمون بالفوز باللقب العالمي، وتلك هي الفكرة أساسا، لكني أعتقد أن نهائيات كأس العالم في قطر يمكن اعتبارها هدفا مثاليا بالنسبة للمنتخب الإنجليزي. وما يجعلني أقول ذلك، وأرى أن الفريق قد يكون في أفضل حالاته آنذاك، هو أن اللاعبين الموجودين حاليا، هم من الشباب المتميزين، فقد فزنا مؤخرا باللقب الأوروبي لفئات -16 و-18 و-21، كما أن عددا من اللاعبين الحاليين ما يزالون صغار السن. فمثلا كامبل لن يكون في سن متقدمة جدا خلال كأس العالم 2022 في قطر، وكذلك الأمر بالنسبة لـ: ديلي، أو بعض اللاعبين الآخرين. وبالتالي، ومن هذه الزاوية، فإن روسيا ستمثل خطوة إلى الأمام ومرحلة مهمة، لكن قطر، قد تكون المكان الذي يمكن للمنتخب الإنجليزي أن يحقق فيه الفوز بكأس العالم. فليس الموعد بعيدا جدا، ونحن نعرف المكان جيدا، ومستوى المنتخب الإنجليزي جيد، ولديّ أمل كبير في النجاح.

هل يمكنني أن أَعْبُر؟

 نعم، يمكنكِ ذلك، وأنا لم أتعرض أبدا لإصابة خطيرة عندما كنت لاعبا، ولا أريد أن أتعرض للإصابة في الإستوديو. لكن تفضلي!

في رأيك، هل أن غاريث ساوثغيت الرجل المناسب في المكان المناسب لكي يرفع من حظوظ المنتخب الإنجليزي ؟؟ علما بأن كيفن كيغان، وهو نجم سابق كلاعب، أصبح مدربا للمنتخب، ولم تكن النتائج في مستوى التوقعات؟

اسمعي، عندما يتم تعيينك مدربا للمنتخب الإنجليزي، فالأمر يختلف عما نجده في مستوى الأندية. ففي النادي، يمكنك إيجاد الحلول إذا كان لديك مشكلة في أحد المراكز. يمكنك أن تشتري لاعبا في وسط الميدان مثلا.. أما عندما تكون مدربا لإنجلترا، أو لأي منتخب آخر، فإنه يمكنك أن تختار أي لاعب تريده، لكن ذلك لا يضمن أن يكون لديك دائما فريق قوي، فقد يكون لديك هجوم قوي، لكن قد تعاني من بعض الضعف في وسط الميدان أو في الدفاع، ولا تتوفر لديك إمكانية شراء لاعبين، بل يكون عليك أن تحصل على أفضل أداء من اللاعبين المتوفرين لديك.أعتقد أن غاريث ساوثغيت رجل ذكي، فقد دربته عندما أشرفت على تدريب المنتخب الإنجليزي، وأشركته مرتين أو ثلاثا في مباريات، وأعرفه معرفة جيدة، وأعتقد أن غاريث، ونظرا لأنه لم يكن نجما كبيرا كلاعب، فإن التوقعات بالنسبة له تكون أقل، وليست بمستوى التوقعات بالنسبة لي أو لزميلي غلين هودل. لكن ما يحتاجه غاريث أكثر هو أن يكون لديه لاعبون إنجليز يلعبون كل أسبوع في أفضل الأندية، ليست الأندية التي في أسفل الترتيب بل تلك التي تلعب من أجل الفوز بالألقاب محليا في الدوري الممتاز، وفي أوروبا حيث تتنافس مع أقوى الأندية الأوروبية. وذلك ما نفتقر إليه حاليا، وما قد يتغير في السنوات القليلة القادمة، ومن المؤكد قبل نهائيات 2022 في قطر، لكن ليس بعد في نهائيات روسيا العام القادم.

الإعلام الإنجليزي يحب أن يصوّرك على أنك أنت وديفيد بيكهام أيضا، أكبر نجمين في الكرة الإنجليزية في زمانك: هل تعتبر نفسك كذلك، وما رأيك الشخصي في ذلك؟

رأيي الشخصي هو أنه لا يهم ما تريده في الحياة، فإذا كنت في مجال الرياضة، وحققت نجاحا كبيرا، فإن ذلك قد يصل بك إلى مراتب عالية. وأنا جئت بعد لاعب في الكرة الإنجليزية يدعى جورج بيست، وقد كان هو أول لاعب جعل كرة القدم تحتل مكانة بارزة في الإعلام وكذلك في عالم موسيقى البوب. إذن، فهو في المركز الأول، وقد اقتفى أثره اللاعب ديفيد بيكهام حين كنت مدربا للمنتخب الإنجليزي. ولا يمكنك أن تفعل شيئا حيال ذلك النجاح، سوى أن تشكر الحظ الذي مكنك من الوصول إلى القمة، مع كل ما يترتب عن ذلك. أنا لا أمانع في أن يطلب الناس توقيعي أو التقاط صورة لهم معي، وإن لم يكونوا يريدون ذلك، فلا مانع لدي أيضا، لأن من شأن ذلك أن يجعلك تنتبه إلى أنك كنت ناجحا فيما قمت به. وتظل تلك إضافة إلى المجال الذي تنشط فيه، ولا أرى ما الذي يجعل أحد المشاهير يبذل كل جهد ممكن لكي ينال الشهرة، ثم بعد ذلك يضع نظارات حتى لا يتعرف عليه الناس. وأنا أعرف ديفيد بيكام جيدا، وأعرف أنه تعايش مع الوضع بشكل ممتاز، فقد جاءته الشهرة من خلال عيون عشاق الكرة في العالم، وليس بفضل الإعلام المكثف الذي نعرفه في أيامنا هذه. لقد كان الناس يأتون لمشاهدتي في الملعب في أماكن مثل الكويت، لأنهم كانوا يريدون أن يعرفوا المزيد عن هذا اللاعب! وكانوا يعرفونني من خلال التلفزيون والصور في الصحف والمجلات العالمية. وفي زمني كانت الشهرة تتطلب فترة زمنية أطول، إذ كان عدد المباريات المنقولة على الهواء مباشرة قليلا!

ولم يكن هناك إنستغرام، ولا سناب، ولا فيسبوك ؟

لا، لا، لكني أعتقد أنه إلى جانب كل الإيجابيات التي تأتي مع وسائل التواصل الاجتماعي هذه، هناك أيضا جوانب سلبية، فقد كان يمكننا الخروج معا كفريق، ونستمتع ببعض الوقت دون أن يعلم أحد بذلك. أما الآن، فمن خلال صور السيلفي، يعرف الناس أين أتواجد بينما أكون في يوم عمل، فيمكنني أن أكون في النرويج، كما حدث ذلك يوم الإثنين، ثم يقول لي أحدهم: لقد كنتَ في سويندن بإنجلترا يوم الخميس الماضي، وذلك لأن أحدهم التقط صورة ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي. فالناس يعرفون أين نحن، ولا يمكننا الاختفاء، وأنت أيضا، لا يمكنك أن تختفي، فأنت في لندنفي ملعب ستانفورد بريدج، 

وأنا مع السيد كيفن كيغان، ومستمتعة بصحبته إلى حد الآن!

شكرا.

سيد كيغان، لقد لعبت في صفوف فريق رائع لنادي ليفربول فاز بألقاب الدوري، وبدوري الأبطال، فمتى تعتقد أن ليفربول سيعود لسابق تألقه مجددا؟

سؤال جيد جدا، أنا أخمن، لكن في الوقت الحاضر يسير الفريق في الاتجاه الصحيح، إذ أن لديهم في شخص يورغن كلوب، مدرب ينسجم مع النادي، وقد أصبح الفريق حاليا في وضع أفضل، غير أنه ما زال هناك المزيد من العمل ..ينبغي القيام به.

هو إذن في المسار الصحيح؟

هو في المسار الصحيح، لكن ينبغي أن يتم إعطاؤه بعض الوقت، وأن يتحلى الجميع بالصبر. والوقت والصبر ليسا عادة ما يحصل عليهما المدربون في الدوري الإنجليزي الممتاز.لكن نعم، المشجعون يحبونه.. ويحبون كرة القدم التي يقدمها الفريق.

ومن لا يحب يورغن كلوب؟

نعم، لكن عليهم الآن أن يتحلوا ببعض الصبر، لقد ظلوا صابرين لوقت طويل، ولم يحرز الفريق لقب الدوري منذ أن تم إنشاء الدوري الإنجليزي الممتاز، وربما عليهم أن يعطوه سنة أو سنتين.

ريال مدريد أيضا، لم يفز بالدوري إلا في العام الماضي؟

 نعم، مع زين الدين زيدان.

وينبغي أن تتحلى بالصبر في كرة القدم؟

هذا صحيح، والميزة التي لدى زيدان في ريال مدريد هي أنه كان لاعبا هناك. أما يورغن كلوبن فقد جاء من البوندسليغا في ألمانيا، وكان عليه أن يتعرف على ليفربول، وذلك ما جعله على ما أعتقد يحتاج بعض الوقت، لكنه الرجل المناسب في الوظيفة المناسبة،

بيب غوارديولا أيضا احتاج بعض الوقت!

هو في وضع مماثل تماما.

ذلك لأن الدوري الإنجليزي الممتاز يختلف تماما عن غيره من الدوريات؟

لو كانا جالسيْن هنا، وسألتِهِما السؤالَ نفسه، لقالا لكِ إن من يأتي إلى الدوري الممتاز يشعر بصدمة. لأنه عندما كان يورغن كلوب في دورتموند،وبيب غوارديولا في بايرن، فإن بايرن كان يذهب إلى كل ملعب، وهو لا يتوقع الفوز فقط، بل يكاد يكون متأكدا من أنه سيفوز، أما ليفربول، فإنه يمكنه الذهاب إلى نيوكاسلليلعب ضد فريق ليس قويا جدا حاليا، وبالرغم من أنه كان يمكنه الفوز، إلا أنه كان يمكن الخسارة أيضا، وذلك هو الفارق، إذ أن الدوري الممتاز يتميز بالتنافس الشديد بين الفرق، وكما تقولين هو دوري مجنون، لكن ذلك ما يجعل الناس يحبونه. قد لا يضم أفضل اللاعبين في العالم، حيث أن ريال مدريد وبرشلونة، وربما باريس سان جرمان قد اجتذبوا هؤلاء النجوم الكبار، وكذلك بايرن ميونيخ، لكنه أفضل دوري في العالم، لأنه لا توجد فيه مباريات يسهل الفوز بها.

كيفن، المدربون الإنجليز ينقرضون في الدوري الممتاز، فهم إما فرنسيون في أرسنال أو برتغاليون في مان يونايتد، أو أرجنتينيون في توتنهام، أو إسبان في مان سيتي، أو ألمان في ليفربول!

أو هولنديون في إيفرتون!

إلى أي مدى يحزنك هذا الوضع؟ وما الذي يمكن القيام به؟

لست حزينا بشأن ذلك، لأنه لو كان المدربون الإنجليز جيدين بما فيه الكفاية، لكانوا يشغلون تلك المناصب! وهذا الوضع مشابه لتساؤل البعض عن عدد اللاعبين الأجانب في إنجلترا. أنا أقول دائما: لا تلقوا باللوم على اللاعبين الأجانب، بل وجهوا اللوم للاعبين الإنجليز الذين لم يجتهدوا بالقدر الكافي ليتمكنوا من البروز وانتزاع مكان لهم في الفرق الكبرى. وأنا أقول إنه يمكننا أن نتعلم الكثير من مورينهو، أو غوارديولا، أو كلوب! لذا، أعتقد أنه أمر جيد، وليس من هؤلاء الذين يقولون إنه لا توجد فرصة للإنجليز، فلو كان المدربون الإنجليز جيدين بما فيه الكفاية، فإن الفرص ستتوفر لهم، والمشكلة هو أن المدربين الإنجليز جيدون، لكن لا تتاح لهم الفرصة مع الأندية الكبرى، ولا يحصلون إلا على فرص لتدريب الفرق المتواضعة حيث من الصعب جدا الوصول إلى مركز بين الأربعة الكبار في الدوري. إن ذلك لا يزعجني كثيرا، فأنا أحب المدربين الأجانب، وأعتقد أنهم يقدمون الإضافة في دوريّنا، وأود أن أرى المزيد من اللاعبين الإنجليز يشاركون في المباريات. لكن كما قلت من قبل، ينبغي أن يكونوا جيدين بما فيه الكفاية.

الآن سأطرح عليك أسئلة سريعة تكون الإجابة عنها سريعة!من بين الأندية التي لعبت فيها،أيها يحتل المرتبة الأولى لديك؟ 

ليفربول!

أي لقب تعتبره هو الأفضل بالنسبة لك؟

*أن يقول الناس إني أعطيت كل ما لديّ، بصرف النظر عن الألقاب.

أفضل لاعب قمت بتدريبه؟

*آلان شيرر.

أفضل لاعب في التاريخ؟

*دييغو مارادونا وكرويف، سأضع الإثنين في هذه المكانة، وقد لعبت ضد كليهما، ولن أختار بينهما، مع جورج بيست بعدهما بقليل.

وماذا عن كيغن؟

 ليس قريبا منهم.

- أفضل لاعب في الوقت الحاضر؟

 في إنجلترا، إيدن هازار، وفي العالم، رونالدو وميسي.

- ينبغي أن تختار؟

*لن أفعل. أنا لا أختار أبدا، فكلاهما رائع، ومن سوء الحظ أنهما موجودان في فترة واحدة، وإلا كان كل منهما سيكون الأفضل في عصره وفاز بالكرة الذهبية سبع مرات. هذا جواب سريع على فكرة.

من أفضل مدرب في مستوى الأندية حاليا؟

زيدان في مدريد، لأنه انتقل من كونه لاعبا عظيما إلى كونه مدربا عظيما.

- لكنه كان محظوظا أيضا؟

*الحظ أمر ضروري، لأنه بدون حظ لا يمكن لأحد أن يفوز بأي شيء.

- الآن، أود أن تعطيني اسما أو كلمة لما يلي!

* الفائز بدوري الأبطال!

*برشلونة.

- جميل؟

*هل هو فريقكِ؟.

-نعم،

*آسف، أنت إذن من طلب مني هذه الإجابة!

- لا!

- الفائز بالدوري الإنجليزي الممتاز.

*مانشستر يونايتد.

- الفائز بكأس العالم في روسيا 2018

*إنجلترا.

- إنجلترا؟

*لا، أعطيني فرصة أخرى للإجابة، كانت إجابة من القلب، ألمانيا.