search

كازورلا : سأقدم كل شيء للسد وتشافي مدربٌ رائع

عـــــادل هـيـبـة

دشّن سانتي كازورلا اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة الإسبانية بعد أن كان عضواً فاعلا في الجيل الذهبي الذي بسط سيطرته على الكرة العالمية خلال سنوات عديدة شملت الفوز بكأس العالم 2010 FIFA ونسختين متتاليتين من كأس أوروبا.
 
كان كازورلا شاباً يافعاً عندما انضم إلى "لاروخا" بعمر الـ21 سنة، ونجح على مدار السنوات التالية أن يثبت نفسه واحداً من أهم لاعبي خط الوسط الذين يمتلكون ميزات فريدة، لذلك لم يكن مستغرباً أن يطلق عليه لقب "إل ماغو" وتعني الساحر نظير ما يفعله فوق أرضية التباري، وتمريراته المتقنة ومراوغاته الرائعة عداك عن اتقانه التسديد بكلتا القدمين.
 
قام سانتي بمشوار طويل في عالم كرة القدم، رغم بعض التوقفات الإجبارية بفعل تعرضه للإصابات، عاد لينثر سحره في "الليغا" طيلة الموسمين الماضيين مع فياريال، ما لفت انتباه نادي السد القطري الذي نجح في إقناعه بخوض تجربة فريدة في البلاد التي ستستضيف كأس العالم المقبلة بعد عامين.
 
بعد أربعة أشهر من وصوله إلى الدوحة خصص كازورلا وقتا للحديث مع FIFA.com عن نقلته الجديدة إلى قطر، كما عاد بالذاكرة إلى حقبته مع "لاروخا" واستذكر العمل مع المدربين الكبيرين "أراغونيس وديل بوسكي" كما أعطى رأيه بصديقه تشافي وبالبطولة القطرية ونادي السد.
 
موقع FIFA.com: هل يمكن أن تحدثنا عن قرارك بالانتقال إلى قطر واللعب في صفوف السد؟
كازورلا: نعم، أعتقد أنه من المثير القيام بمثل هذه التجربة والانتقال مع عائلتي إلى بلاد جديدة. في الحقيقة تحدثت مع تشافي عدة مرات عن قطر ونادي السد، لقد شجعني كثيراً على القيام بما فعله سابقاً باللعب مع الفريق، وكيف أن المنافسة قوية هنا، والسد فريق يلعب بشكل ممتاز يتطلع دوما للفوز بالبطولات المحلية والقارية. أتيت إلى هنا بنية تقديم أفضل ما لديّ ومساعدة الفريق على الفوز بالالقاب. أنا سعيد هنا الآن وأعتقد أنه المكان الأفضل لإنهاء مسيرتي الكروية.
 
بدأت بشكل جيد مع السد، وأحرزت لقبا محليا، وسجلت أول الأهداف الرسمية على أحد ملاعب كأس العالم قطر ٢٠٢٢، ماهو شعورك؟
لقد كان حقاً شعورٌ رائع، التسجيل في أحد الاستادات المخصصة لنهائيات قطر ٢٠٢٢ أعتقد أنه سيبقى في الذاكرة. في تلك المباراة حققنا فوزاً كبيراً وسجلت هدفين وخرجت بانطباع رائع وهو تقديم كل ما أملك من أجل الفريق ومساعدته على الفوز دائماَ. يعود الفضل لكل أعضاء الفريق الذي ساعدوني منذ اللحظات الأولى على التأقلم. وكانت بداية جيدة أن نحرز لقب كأس نجوم قطر، هذه فاتحة خير بالنسبة لي.
لكن لم يحالفكم التوفيق في دوري أبطال آسيا 2020؟
كان هدفنا التأهل للنهائي، فالمباريات تلعب في الدوحة وكنا ندرك أهمية ذلك. ظروف هذا التجمع واللعب المباريات بشكل متتالي، كان صعبا على الجميع، لكن أعتقد أننا قدمنا مباريات جيدة في دور المجموعات، وحتى في الدور الثاني أمام بيرسبوليس، كانت مباراة متكافئة وصنعنا العديد من الفرص التي لم نوفق في ترجمتها، وفي النهاية كات تلك الهفوة من الركلة الركنية التي سجلوا منها.
 
عندما نراجع ما حدث فإننا لازلنا نشعر بالاحباط، وهذا ما يدفعنا لرفع النسق من جديد، حيث تأهلنا لنهائي بطولة كأس الأمير، ونحن في صدارة دوري نجوم قطر، ونريد أن نواصل في القمة ونكرر المحاولة من جديد في دوري أبطال آسيا 2021.
 
تلعب الآن تحت إشراف صديقك وزميلك السابق في المنتخب، حدثنا عن تشافي اللاعب والمدرب؟
تشافي لاعب رائع، العالم كله رأى ما فعله حين كان مع برشلونة أو المنتخب، يعتبر أحد أفضل لاعبي خط الوسط على مدار التاريخ، بالأداء الذي قدمه أو الألقاب الكبيرة التي كسبها. الآن من الجميل أن تلعب تحت قيادته في نادي السد. هو يقوم بعمل رائع مع الفريق ولديه طموحات كبيرة، وأعتقد أن الجميع يكن له الحب والتقدير.
 
وكيف ترى مستقبله التدريبي، الجميع يريد مشاهدته في مقعد المدرب بـ"كامب نو" ليقود برشلونة مثلما فعل جوارديولا سابقا؟
بلا شك تشافي مدرب رائع فأنا أتعامل معه يوميا، وهو يملك الكثير من الصفات القيادية عندما كان لاعبا ثم مدرباً. إنه يتطور بشكل كبير وينفذ الأفكار الخاصة به، أعتقد أنه سيكون مدربا لبرشلونة في الفترة المقبلة، لكن هذا هو قراره وبالتأكيد يعرف الوقت المناسب للقيام بهذه الخطوة.
 
وبالاعتماد على أنه من لا ماسيا مثلما كان بيب "جوارديولا" فهذا لا يعني أنه سيكون نسخة طبق الأصل، على العكس أرى أن لديه أسلوبا مختلفا وجديداً ويملك الكثير من الأفكار الفنية التي يطبقها في أرض الملعب، أنا متأكد أنه سيكون مدربا عظيما، انتظروه.
 
لنعد بك حين راهن لويس أراغونيس عليك عندما دعاك للمنتخب للمرة الأولى قبل التوجه مباشرة لكأس أوروبا 2008؟
أدين له بالكثير، فهذا المدرب الراحل أعطى الكثير للكرة الإسبانية ومنح نجوما كثر الفرصة للتألق وجعلهم ينطلقون نحو القمة. أتذكر أنني حين تلقيت الدعوة للانضمام للمنتخب قبل "يورو 2008"، كان شعوراً رائعاً أن تكون شابا في بداية طريقك وتحصل على هذه الفرصة الكبيرة.
 
وأسبانيا حققت اللقب وأنت شاركت بهذا التتويج؟
كان الأمر مدهشاً حقاً، لقد لعبت إلى جانب تشافي ودافيد سيلفا، وإنييستا وغيرهم. لقد تعلمت الكثير منهم خلال ذلك الوقت وبدورهم ساندوني خلال المعسكر وفي التحضير للمباريات. أتذكر تلك المباراة الصعبة في ربع النهائي (أمام إيطاليا)، شاركت بداية الشوط الثاني بديلا لإنييستا وذهبت المباراة لركلات الترجيح، وتم اختياري لتسديد الركلة الثانية. خلال تلك اللحظات كانت الضغوط كبيرة فوق كاهلي، صرخات الزملاء وتحفيزهم جعلتني أنجح في التحدي.
 
وكيف كان شعو اللعب والفوز في المباراة النهائية؟
عندما تلعب المباريات النهائية فإنك لا تدري كيف ستكون النتيجة، فكيف إذا ما كنت تواجه المانيا. كان علينا التركيز طيلة الوقت ومحاولة السيطرة على اللعب، أعتقد أننا نجحنا في ذلك وحققنا الهدف المطلوب، وكان من الممكن أن نحرز أهدافاً أكثر. لكن في النهاية حققنا الفوز وأحرزن اللقب بعد غياب دام 44 عاماً.
 
من الصعب دوما الحفاظ على القمة، لكن بعد أربع سنوات بدا أن الأمور كانت أسهل في يورو 2012؟
صحيح، رغم وجود منتخبات كبيرة وقوية لكن هذه البطولة كانت أسهل بكثير، لقد سيطرنا على كل المباريات، وفي النهائي أمام إيطاليا حققنا أربعة أهداف دون عناء كبير، لقد كنا متفوقين على كل المنافسين بمراحل.
 
هل تعتقد أنك عوّضت بهذا اللقب، غيابك عن الفوز بكأس العالم 2010 FIFA؟
كأس العالم هي اقوى وأهم بطولة يمكن للاعب أن يخوضها خلال مسيرته، للأسف حرمتني الإصابة أن أكون مع بقية الزملاء في طريقهم للمجد العالمي. لكن بالتأكيد كنت فرحاً لما حققوه هناك. قبل عام في كاس القارات 2009 حققنا المركز الثالث، وربما هذا أعطانا دفعة للعودة هناك من أجل لقب كأس العالم وقد تحقق لنا ذلك.
لكن حصلت على فرصة اللعب في النهائيات بعد أربع سنوات في البرازيل 2014؟
لم تكن المشاركة التي أتمناها، لقد كانت صدمة للجميع أن نخرج من الدور الأول. هذا حال كرة القدم، في بعض الأحيان لا يحالفك الحظ والتوفيق في الوقت الذي تحتاج إليه، عموما دعني أشكر هنا المدرب فيسنتي ديل بوسكي الذي منحني تلك الفرصة وهو مدرب رائع وقاد "لاروخا" للفوز بكل شيء خلال سنوات المجد، وهو أحد المدربين الذين تركوا تأثيرا واضحا لدى جميع اللاعبين.
 
نحن على بعد أيام من العد التنازلي، إذ يتبقى عامين على صافرة بداية نهائيات قطر ٢٠٢٢، كيف ترى التحضيرات في البلاد؟
أعتقد أننا جميعا متحمسون هنا، لقد ذهلت حقا من قوة التحضيرات في قطر، يبدو أنهم جاهزون وعلى أتم الإستعداد لاستضافة واحدة من أفضل النهائيات على مدار التاريخ. شاهدت ولعبت على الملاعب المخصصة للنهائيات، هي حقا رائعة بتصاميمها وأرضياتها المعشبة. أعتقد أن كل من سيلعب أو سيكون فوق المدرجات سيعيش أجواء خيالية بعد عامين خلال النهائيات.
 
وماهو رأيك في عملية البناء الجديدة للمنتخب الإسباني؟
أعتقد أنه أمر جيد أن يتم بناء الفريق بهذا الشكل، نملك الآن الكثير من اللاعبين الشباب والأداء يبدو ممتازاً قياسيا بالخبرات التي يتمتعون بها، أرى أن لويس إنريكي يمضي على الطريق الصحيح، فقط يجب أن نمنحهم الوقت لكي يتطوروا ويراكموا الخبرة اللازمة، حتى يصلوا إلى كأس العالم هنا في قطر بعد عامين بافضل فرص من أجل المنافسة على اللقب مرة ثانية.