search

نهائي كأس سمو الأمير يخلد احتفالية تدشين ملعب الثمامة المونديالي

أسامة السويسي

وسط ترقب عالمي للحدث على المستويين المحلي والعالمي، وبحضور جماهيري ضخم، تفتتح دولة قطر غدا /الجمعة/ ملعب الثمامة، أحد الملاعب المخصصة لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم /قطر 2022/. 
الملعب الذي سيستضيف حفل افتتاحه المباراة النهائية لمسابقة كأس سمو الأمير المفدى بين السد والريان، هو سادس ملاعب المونديال جاهزية بعد ملاعب خليفة الدولي، الجنوب، المدينة التعليمية، أحمد بن علي، والبيت. 
ويمزج الملعب بين الأصالة والمعاصرة في التصميم، محتفيا بالتراث العربي الأصيل الذي تتناقله الأجيال في قطر والمنطقة على مدى العقود، حيث يحاكي بتصميمه الرائع "القحفية" وهي القبعة التقليدية المنسوجة التي يرتديها الرجال في قطر والمنطقة، وتشكل قطعة لا غني عنها تحت الغترة والعقال، وترمز للاعتزاز بالنفس والكرامة. 
وأعرب المعماري إبراهيم الجيدة، أول مهندس قطري يصمم أحد ملاعب مونديال كرة القدم، عن فخره بشرف تصميم ملعب الثمامة بعد تفوقه على عدد كبير من المعماريين العالميين في مسابقة تصميم الاستاد. 
وقال الجيدة في مقابلة خاصة مع وكالة الانباء القطرية /قنا/، إن تصميم ملعب الثمامة يحمل أبعادا مختلفة، فالقحفية في هذا التصميم لا تجسد غطاء الرأس الذي يرتديه الرجال في مختلف أرجاء الوطن العربي والإسلامي فحسب، بل تعكس على نحو عملي آلية تشغيل الاستاد وسقفه الذي صمم لحماية المشجعين من حرارة الشمس، كما روعي في عملية التصميم الداخلي للاستاد استخدام النقوش والزخارف التي نراها في القحفية. 
وأضاف أنه حرص خلال عملية تصميم الاستاد على شكل القحفية، على وضع تصميم حديث للملعب، ولكنه يحتفظ في الوقت نفسه بالهوية التقليدية للقحفية وطابعها الأصلي، لأن المحافظة على الهوية والتراث المحلي يحمل أهمية قصوى بالنسبة له. 
وتبلغ طاقة ملعب الثمامة الاستيعابية 40 ألف مشجع، ومن المقرر أن يستضيف، ثماني مباريات حتى الدور ربع النهائي خلال المونديال العام المقبل، كما يستضيف ست مباريات حتى الدور نصف النهائي خلال بطولة كأس العرب 2021 المقررة في نوفمبر وديسمبر المقبلين. 
ويعد تدشين ملعب الثمامة في نهائي كأس الأمير استمرارا لسلسلة استضافة هذه المناسبة الغالية على قلوب القطريين لتدشين ملاعب مونديال قطر 2022، حيث كانت البداية بملعب خليفة الدولي، الذي استضاف نهائي البطولة في حفل تدشينه بمنتصف عام 2017، تلا ذلك ملعب الجنوب الذي استضاف نهائي 2019، ثم ملعب أحمد بن علي الذي استضاف نهائي 2020. 
"الحلم أصبح حقيقة، سأذهب مع أولادي وأصدقائي للاحتفال مع آلاف القطريين في حفل الافتتاح"، بهذه الكلمات علق المهندس الجيدة على تدشين ملعب الثمامة مساء غد /الخميس/ في نهائي كأس الأمير وبحضور حوالي 40 ألف مشجع. 
وشدد على أن الغد سيكون أسعد أيام حياته عندما يرى ويسمع أهازيج المشجعين وهي تدب الحياة في أرجاء هذا الصرح الرياضي الاستثنائي، متوقعا أن مشاعر السعادة ستغمر الجميع لمشاهدة استاد يجسد أمام أعينهم تحفة معمارية تعكس التراث القطري الذي طالما كان مدعاة للفخر لنا جميعا في الوطن العربي. 
ويعد ملعب الثمامة أيقونة فريدة في عالم ملاعب كرة القدم، وصرحًا رياضيًا يجمع بين جنباته التراث العريق لدولة قطر والمنطقة، مع تصميم عصري تتجلى فيه جمالية الفن المعماري، مؤكدا أن جميع ملاعب مونديال قطر ترتبط بالتراث القطري ولها علاقة وثيقة بالتقاليد والعادات المتواجدة في المنطقة، وسوف تعكس صورة حقيقة لزوار المونديال عن هوية وعادات وتقاليد أهل قطر والعالم العربي والإسلامي أجمع. 
وبعد إسدال الستار على منافسات المونديال في 2022، من المقرر خفض الطاقة الاستيعابية للملعب بتقليص عدد المقاعد إلى 20 ألف مقعد، بما يتلاءم مع الاحتياجات المحلية ليتم استخدام الملعب في استضافة مباريات كرة القدم وغيرها من الفعاليات الرياضية، وذلك بعد تفكيك نصف المقاعد والبنية الأساسية الرياضية والتبرع بها لتطوير مشاريع رياضية في دول نامية حول العالم. 
وأوضح أن ملعب الثمامة سيترك إرثا للمنطقة في المرحلة التي تلي بطولة كأس العالم 2022، حيث سيشكل مركز جذب حيوي يخدم المجتمع المحلي، إذ سيتم إنشاء فرع لمستشفى /سبيتار/ للطب الرياضي، وفندق من فئة الخمس نجوم. 
كما ستضم المنطقة المحيطة بملعب الثمامة العديد من المرافق الرياضية من ضمنها ملاعب لكرة السلة، وكرة اليد، والطائرة، وحوض سباحة، إضافة إلى مسارات للجري والدراجات الهوائية تتصل بمسارات الدراجات الهوائية في المنطقة المحيطة، كذلك، ستضم المنطقة مساحات مخصصة للمحال تجارية، بما يوفر مركزا مجتمعيا يلبي الاحتياجات المختلفة للسكان. 
ومثل جميع الملاعب الثمانية التي تستضيف مباريات مونديال قطر 2022، حرص فريق عمل ملعب الثمامة على تضمين أفضل ممارسات الاستدامة والمحافظة على البيئة في كافة مراحل إنشائه، واضعا نصب عينيه الحصول على شهادة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة /جي ساس/ فئة 4 نجوم للتصميم والبناء. 
وأشار المعماري القطري إلى أن تصميم ملعب الثمامة، حاز على جائزة /إم آي بي آي إم/ لمسابقة مشروعات الهندسة المعمارية المستقبلية شهر مايو عام 2018. 
ويضمن التصميم المستدام للملعب المحافظة على نسبة قدرها 40% من المياه النقية مقارنة بالملاعب ذات التصاميم التقليدية، فضلا عن الاستفادة من المياه المعاد تدويرها في ري المساحات الخضراء. 
وتضم المناطق المحيطة بالملعب متنزهات تمتد على مساحة إجمالية تبلغ 50 ألف متر مربع، تشمل نباتات محلية ونحو 400 شجرة، تشكل نسبة قدرها 84% من إجمالي المساحات الخضراء في الموقع. 
ويقع ملعب الثمامة على بعد 12 كيلومترا إلى الجنوب من وسط الدوحة وعلى مقربة من مطار حمد الدولي.. ويمكن للمشجعين الوصول إلى ملعب الثمامة عبر شبكة مترو الدوحة /الريل/ والحافلات، وتعد محطة المنطقة الحرة على الخط الأحمر لمترو الدوحة هي الأقرب للملعب الجديد.