search

منظمة فيفا ووتش تصدر تقريرا تشيد فيه بملف قطر لاستضافة بطولة كأس العالم 2022

عبـدالـرحـمـن الـسـامـرائـي

ثمنت منظمة مراقبة أخلاقيات ولوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم /فيفا ووتش/ الاجراءات التي اتخذتها دولة قطر في ملف استضافة بطولة كأس العالم 2022، مشيدة بالإجراءات الايجابية والتحسينات الكبيرة في ملف حقوق العمال والاجراءات التشريعية والقانونية التي اتخذتها دولة قطر، مؤكدة أن تلك الاجراءات تصب في صالح العمال وتحفظ كرامتهم.

وأكدت المنظمة أن دولة قطر تقدم نموذجا يحتذى به في تعاملها مع ملف الاستضافة، وبينت أن مشاهداتها على أرض الواقع اثبتت زيف الادعاءات التي تروجها بعض وسائل الاعلام الاجنبية، واشارت الى أن النموذج القطري في التعامل مع ملف الاستضافة لابد أن تسترشد به دول العالم أجمع.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته المنظمة اليوم بمناسبة إصدارها لتقريرها المتعلق بهذا الملف عقب زيارتها للدوحة، وتحدث في المؤتمر كل من السيد أليستير ثمبسون رئيس منظمة/ فيفا ووتش/، والسيد روبرت أولد مدير مجموعة /بروج/ ومدير بمنظمة /فيفا ووتش/.

وكانت المنظمة قد قامت بزيارة لدولة قطر استغرقت ثلاثة أيام بدعوة من اللجنة الوطنية لحقوق الانسان، حيث عقدت المنظمة لقاءات مع مسؤولين من اللجنة الوطنية لحقوق الانسان ووزارة العمل ومكتب منظمة العمل الدولية في الدوحة، كما قامت بإجراء مقابلات للعمال وزيارات ميدانية لمساكن العاملين في مشاريع كأس العالم 2022.

وخلال المؤتمر اشاد المتحدثان بالانفتاح والشفافية التي لمسها وفد المنظمة من المسؤولين والقائمين على ملف استضافة بطولة كأس العالم 2022، مبينين أن مشاهداتهم على أرض الواقع فاقت التوقعات.

واستنكر المتحدثان خلال المؤتمر التقارير الصحفية المتحاملة التي أصدرتها بعض وسائل الاعلام الغربية ضد ملف الاستضافة، مؤكدين أن تلك التقارير اشارت إلى مبالغات في أعداد الوفيات بين العاملين في مشاريع كأس العالم خلال العشر سنوات الماضية،وأكدا ان تلك المبالغات في الارقام تجافي الواقع وتعد تزييفا للحقائق، مبينين أن تلك الوفيات غير مرتبطة بمشاريع البنية التحتية لمشاريع استضافة بطولة كأس العالم، بل إنها لـ"مجموع الوفيات للعمال خلال تلك الفترة"، مؤكدين في السياق ذاته أن العدد الحقيقي للوفيات لم يتجاوز الثلاثة عمال، واشارا الى أن هذا الرقم أقل بكثير من وفيات العمال أثناء تأهيل البنية التحتية لدول أخرى استضافت أحداثا رياضية كبرى.

وأعرب المتحدثان خلال المؤتمر عن انبهارهما بما شاهده وفد المنظمة على أرض الواقع.. مشيدين بالمرافق الطبية الحديثة في دولة قطر وبالإجراءات التي اتخذتها قطر لضمان رفاهية من يعملون في مشاريع استضافة بطولة كأس العالم وللتحسينات الكبيرة التي اتخذتها دولة قطر لتحسين ظروف العمال.

وخلال المؤتمر، أشاد السيد أليستير ثمبسون رئيس منظمة/ فيفا ووتش/ بالتعاون والانفتاح الذي شهده أثناء زيارته لدولة قطر للوقوف على الاجراءات التي اتخذتها في ملف استضافة بطولة كأس العالم 2022، وبين أن لقاءاته مع المسؤولين من وزارة العمل ومكتب منظمة العمل الدولية في الدوحة واللجنة الوطنية لحقوق الانسان عكست الحقائق والاجراءات المتخذة على أرض الواقع بشكل دقيق، مبينا أن ذلك انعكس على التقرير الذي أصدرته المنظمة.

وأشار السيد ثمبسون أن هدف التقرير هو وضع النقاط على الحروف، وتبيان الحقائق من وجهة نظر أكاديمية محايدة، واشار الى ان هناك اشاعات مزعجة اصدرتها بعض وسائل الاعلام الغربية، مؤكداً ان ذلك ثبت زيفه على أرض الواقع، واشار الى اشادة منظمة العمل الدولية بالإجراءات التي اتخذتها دولة قطر في سبيل تحسين ظروف العمال وضمان حصولهم على حقوقهم.

ولفت الى ان المعلومات التي حصلت عليها منظمة /فيفا ووتش/ من اللجنة العليا للمشاريع والإرث كانت حقيقية وتعكس ما يحدث على ارض الواقع، وتابع قائلاً في هذا السياق" اللجنة زودتنا بما طلبناه من معلومات وهي صحيحة ودقيقة، حيث إن اللجنة قامت بدعوة مدققين خارجيين للاطلاع على الارقام والمعلومات والتأكد من صحتها".

واشاد رئيس الـ/فيفا ووتش/ بالملاعب النموذجية التي شيدتها دولة قطر وفق أسس آمنة وسليمة، مؤكدا أن هناك عددا من القضايا التي لم يتم نقلها بشكل صحيح في التقارير التي اصدرتها بعض الجهات، مؤكدا أن دولة قطر تقوم بمعالجة كافة الامور بشكل ايجابي، وتابع "هناك اهتمام بالعمال وسوق العمل منفتح بشكل كبير وهو ما يدفع بالنمو الاقتصادي ولابد من أن ننقل هذه الرسالة للعالم".

وأكد أن ما قامت به دولة قطر في سبيل انجاح الاستضافة سيكون مثالا يحتذى به، وان المعايير التي رسختها دولة قطر ستكون مفيدة للدول التي ستستضيف البطولة في المستقبل، وقال:" هذا ما ذكرناه في التقرير ولا بد لأي دولة أو منظمة رياضية رئيسية أن تأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار وأن تحذو حذو دولة قطر في التعامل مع العمال".

وتطرق السيد أليستير ثمبسون رئيس منظمة/ فيفا ووتش/، أثناء المؤتمر إلى زيارته الميدانية لمدينة العمال، واشاد بما شاهده على ارض الواقع.. مبينا أن هناك أكثر من 70 ألف عامل يحظون بظروف معيشية رائعة، لافتا الى مرافق الترفيه التي تضمنتها مدينة العمال والمساحات الخارجية لممارسة الرياضة، وقال " في المملكة المتحدة ليس لدينا مثل هذه المرافق للعمال".

وبيّن ان هدف المنظمة من هذه الزيارة هو الاطلاع على الواقع عن كثب ونقل الصورة الحقيقية وتصحيح المسار لدى وسائل الاعلام تلك، مشددا على ضرورة أن تكون هناك معايير صارمة للمهنية والحياد وان تلتزم بها كافة وسائل الاعلام والصحافة في كل دول العالم.

من جانبه، قال السيد روبرت أولد مدير مجموعة /بروج/ ومدير في منظمة /فيفا ووتش/ "بصفتي أحد واضعي التقرير الذي اصدرناه فيما يتعلق بإجراءات دولة قطر في ملف استضافة بطولة العالم لكرة القدم2022، فإنني أسجل اعجابي بالتقدم الذي تشهده دولة قطر وبانفتاح سوق العمل" مشيرا في سياق كلامه الى أن دولة قطر منحت العالم مثالا يحتذى به وحققت ما يدهش الناس في الخارج.

واشار الى التقارير الايجابية التي تشيد بإجراءات دولة قطر لاستضافة البطولة، وبيّن أن المنظمة اخذت على عاتقها البحث والتدقيق لاستجلاء الحقيقة، وذلك عبر اجراء المقابلات مع المسؤولين عن هذا الملف وعبر استطلاعات الرأي للعاملين في البنية التحتية المرتبطة بمشاريع استضافة بطولة كأس العالم أو من سبق لهم العمل فيها، وقال" لقد نظرنا الى التشريعات والتعديلات التي ادخلت عليها، ونظرنا الى التأثير الذي أحدثته التغييرات والتحسينات على أرض الواقع ووجدنا انها  تتوافق مع ما تقوله التقارير بل وجدنا ان الوضع أفضل مما جاء في التقارير الايجابية التي صدرت في هذا الخصوص، ولقد توصلنا الى نتيجة مفادها أن نموذج قطر يعد واحدا من أجمل قصص النجاح التي يجب أن تحكى للناس حول العالم".

وتابع "هناك بعض المسائل والجوانب التي ينبغي التعامل معها بفاعلية ولقد لمسنا رغبة لدى الجانب القطري في اجراء التصحيح اللازم لأي أمر بحاجة لذلك"، وعبر عن اقتناع المنظمة بما توصلت له من نتائج على أرض الواقع، واشاد في هذا السياق بظروف العمل والعمال وبما قامت به دولة قطر للاجئين الافغان، وأضاف" من المؤسف ألا يعلم العالم بما تقوم به دولة قطر وبما يحدث على أرض الواقع".

ونوه السيد روبرت إلى أن الرياضة ينبغي أن تغير العالم نحو الأفضل وهو ما سيدعم الاقتصاد ويعزز حقوق الانسان، وقال " لقد أبدت قطر رغبتها في التغيير دون إرغام من أي طرف وأنا متأكد من نجاح قطر في هذه المساعي".

وتحدث السيد روبرت عن  معايير الفيفا واهتمامها بحقوق الانسان وتطلعها للأثر الايجابي الذي ستحدثه استضافة دولة قطر للبطولة، واشار الى أن دولة قطر تقوم بذلك بشكل ايجابي وفق ممارسات ومنهجية صارمة، مشددا على استقلال المنظمة وأن هدفها نقل الحقيقة للعالم.

وتابع السيد روبرت قائلا "بطولة كأس العالم 2022 ستترك إرثا عظيماً فيما يتعلق بحقوق الانسان وما تم ترسيخه في هذا المجال، ولقد قمنا بوضع بعض التوصيات لتأخذ بها الجهات الرياضية الاخرى، ولابد من الاطلاع على تجربة قطر والأخذ بالمعايير العالية التي طبقتها"، واشار الى أن ما قدمته دولة قطر لهذه الاستضافة يؤهلها لأن تجسد نموذجا يحتذى به لتجنب أي إساءة لحقوق العمال، وأشاد بانفتاح دولة قطر على النقد الايجابي وإحداثها للتغييرات والتحسينات المطلوبة.

وأشار إلى أن الاستضافة في العام القادم ستمثل فرصة للاحتفال بالرياضة، مبينا انه من المعيب اشاعة الاكاذيب حول هذا الملف، وقال" لابد من استثمار الاستضافة لتوضيح الحقائق وكشف الكذب وهذه فرصة لتصحيح الصورة". مشيدا في هذا السياق برؤية قطر الوطنية 2030، وأكد أن رؤية قطر الوطنية طموحة وفريدة ولابد ان تعكس استضافة البطولة تلك الرؤية وتنقلها للعالم.

ونوه السيد روبرت بالتقدم الكبير الذي شهدته دولة قطر منذ فوزها بملف الاستضافة في عام 2010، مؤكدا في هذا السياق بأن دولة قطر استطاعت خلال السنوات التي تلت ذلك الفوز، إجراء تحسينات كبيرة في ظروف العمال وفي النظام الصحي وانشاء المساكن المناسبة للعمال وتهيئة الظروف المعيشية الملائمة، وقال: "اذا قارنّا العمال الذين يأتون الى قطر للعمل في مشاريع الاستضافة ويقومون بدعم أسرهم في بلدانهم ويحصلون على السكن والغذاء ضمن عقد العمل وقارنا ذلك بظروف العمال في دول أخرى فإننا سنجد أن دولة قطر تتقدم على تلك الدول وأن العمال في دول كثيرة لا يحصلون على معاملة مماثلة للتي يحصلون عليها في قطر".

يذكر ان منظمة /فيفا ووتش/ بدأت كمبادرة من لاعبي كرة القدم السابقين ونشطاء حقوقيين في اوائل عام 2016 وكانت الفكرة الاساسية من إنشائها هي مزج الرياضة بحقوق الانسان، وفي عام 2017 تحولت الفكرة الى منظمة.

وتتمثل رؤية المنظمة في تعزيز الرياضات العالمية الحرة والنزيهة من خلال التأكد من خلو الـ"" FIFA، من الفساد ومعاملتها الدول بمساواة.

وتعد منظمة /فيفا ووتش/ جهة مستقلة تراقب المعايير الاخلاقية وتصدر التقارير عنها وتنفذ الاعمال الرياضية الخالية من الفساد، مع التركيز على كرة القدم وهيئتها الرئيسية الـ"" FIFA.