search

صراع الأمتار الأخيرة بين مدربي المنتخبات الأربعة في نصف النهائي

أسامة السويسي

بلغت منافسات بطولة مونديال العرب FIFA  قطر 2021 مرحلة الحسم بوصولها للدور نصف النهائي مع ترشح منتخبات قطر وتونس ومصر والجزائر، حيث تمكن المنتخب القطري من تخطي عقبة نظيره الأمارات بخماسية نظيفة فيما نجح المنتخب المصري بتجاوز المنتخب الاردني بثلاثية مقابل هدف، ونجح المنتخب التونسي بالتغلب على المنتخب العماني بهدفين مقابل هدف ، فيما حسم المنتخب الجزائري القمة الافريقية لصالحه بفوزه على المنتخب المغربي بركلات الجزاء الترجيحية بنتيجة ( 5/3 ). 
      وتشكل مواجهة المنتخب القطري مع نظيره الجزائري صراعًا خاصًا بين الاسباني فيليكس سانشيز مدرب المنتخب القطري ومجيد بوقرة مدرب منتخب الجزائر حيث يسعى كل منهما لبلوغ المباراة النهائية والاقتراب خطوة من ملامسة اللقب. 
      وقاد سانشيز المنتخب القطري لتحقيق انتصارات متتالية في مرحلة المجموعات، فتغلب على عمان بهدفين مقابل هدف وعلى البحرين بهدف وعلى العراق بثلاثة أهداف نظيفة، وفي المواجهة الخليجية الرابعة على التوالي أثقل المنتخب القطري كاهل المنتخب الاماراتي بخماسية نظيفة، وسيكون اعتماد المدرب فيليكس سانشيز على قائد الفريق حسن الهيدوس والنجم المتألق أكرم عفيف والمهاجم المعز علي بعد تألقهم في المباراة الأخيرة بمرحلة المجموعات. 
     وتسلم سانشيز المهمة في شهر يوليو 2017 خلفا للمدرب السابق الاورغواياني خورخي فوساتي، وكانت المواجهة الأولى له ضمن التصفيات الحاسمة لكاس العالم 2018 بروسيا أمام منتخب سوريا يوم 31 أغسطس 2017 في العاصمة الماليزية كوالالمبور وخسرها بثلاثة أهداف مقابل هدف، قبل أن يبدأ بالتحضير لمنتخب قطري تمكن من مقارعة عمالقة الكرة الآسيوية والتفوق عليهم ليظفر بلقب كاس آسيا 2019 في الإمارات في انجاز تاريخي يسجل للكرة القطرية . 
     ويدرك مدرب المنتخب القطري أن المواجهة أمام منتخب الجزائر  بطل افريقيا ليست سهلة في ظل وجود عناصر الخبرة المتمثلة بلاعب الوسط ياسين براهيمي بجانب الهداف بغداد بونجاح والمخضرم هلال العربي سوداني ولاعب الوسط المايسترو يوسف بلايلي الذي سجل أحد أجمل أهداف مونديال العرب FIFA  قطر 2021 في شباك المنتخب المغربي من مسافة بلغت 40 ياردة ، وبالتالي سيجهز الاسباني سانشيز مدرب المنتخب القطري أسلحته لمراقبة مكامن الخطورة الجزائرية والحد منها في وسط الملعب وفي الثلث الأخير وكذلك ابقاء الأطراف بمعزل عن الخطوط الامامية للفريق المنافس والتي قد تشهد عودة الهداف بغداد بونجاح . 
     ومن جانبه، سيكون حريا على المدرب الجزائري السيد مجيد بوقرة الذي تسلم المهمة قبل نحو عام من الآن بتوصية من المدرب جمال بلماضي المدير الفني للمنتخب الجزائري الأول، اللعب بواقعية امام المنتخب القطري صاحب الارض والجمهور حيث سيحاول بناء الهجمات من الوسط والتركيز على الاختراقات السريعة والانتشار والتمركز السليم. 
     ويعرف مدرب الجزائر أن المنتخب القطري يتميز بديناميكية عالية وخبرة لا يستهان بها في التعامل مع هذا النوع من المواجهات لاسيما أنه خاض تجارب كبيرة على مستوى قارة أوروبا وأمريكا الجنوبية وكذلك بطولة الكاس الذهبية (الكونكاكاف) . 
      ويعول مدرب الجزائر على الثنائيات التي تميز المنتخب في محاولة التفوق على المنتخب القطري، وكذلك سيركز على لاعبي الخبرة ياسين براهيمي وهلال سوداني ويوسف بلايلي في منحهم واجبات ومهام خاصة ، وكيفية التعامل مع دفاع المنتخب القطري الذي سيعاني من غياب المدافع الخبير بيدرو ميجيل. 
وفي المواجهة الثانية في الدور نصف النهائي سيكون الصراع أوروبي - أفريقي بين البرتغالي كارلوس كيروش مدرب المنتخب المصري والتونسي منذر الكبير مدرب المنتخب التونسي في مواجهة أولى بينهما حيث لم يسبق أن تقابلا في مناسبات سابقة. 
      وقاد البرتغالي كيروش المنتخب المصري لتصدر المجموعة الرابعة برصيد سبع نقاط، عقب فوزه على كل من لبنان (1-0) والسودان (5-0)، بينما تعادل أمام المنتخب الجزائري (1-1)، وتخطى ربع النهائي بالفوز على الأردن بثلاثة أهداف لهدف. 
     وستكون المواجهة بين مدرب المنتخب المصري كيروش، ومنذر الكبير مدرب المنتخب التونسي على صفيح ساخن على اعتبار أن الاول لا يريد السقوط في اي مطب قبل العودة إلى المنافسات الافريقية ، فيما لايزال الجمهورالتونسي يساوره الشك في رؤية المدرب منذر الكبير الذي لازال يبحث عن الاستقرار في التشكيلة، بجانب أن المنتخب التونسي سقط في فخ الخسارة أمام المنتخب السوري بهدفين مقابل هدف ولاتزال تلقي بظلالها على أجواء المنتخب. 
      وبالحديث عن مسيرة البرتغالي كيروش مع المنتخب المصري والتي بدأت في شهر سبتمبر الماضي مع تعيينه خلفاً للمدرب المصري حسام البدري الذي أقيل من منصبه عقب التعادل مع منتخب الجابون بهدف لكل منهما في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم قطر 2022. 
    وقاد كيروش البالغ  من العمر 68 سنة، كل من منتخبي الإمارات وجنوب إفريقيا في بداية مسيرته التدريبية ، وفي عام 2002/ 2003 عمل مدربا مساعدا في مانشستر يونايتد الإنجليزي، مع السير أليكس فيرجسون، ثم تولى تدريب ريال مدريد الاسباني لموسم واحد 2003/2004 قبل أن يعود من جديد مدربا مساعدا في مانشستر يونايتد ، وتولى بعدها تدريب منتخب البرتغال في كأس العالم 2010، قبل ان ينتقل لتدريب منتخب إيران في نهائيات كأس العالم مرتين في 2014 و2018  ، قبل رحيله عنه بعد الخسارة في نصف نهائي كأس الأمم الآسيوية 2019 أمام المنتخب الياباني بثلاثية نظيفة ، ليتولى بعدها قيادة منتخب كولومبيا لكنه رحل في ديسمبر 2020 بعد خسارتين ثقيلتين للمنتخب أمام كل من أوروجواي 0-3 وإكوادور 1-6. 
     ويعول البرتغالي كيروش على جودة لاعبي المنتخب المصري في حسم المواجهة خاصة خبرة الحارس محمد الشناوي وبراعة محمد مجدي افشة وكذلك أحمد رفعت وعمرو السولية واحمد سيد زيزو أما منذر الكبير البالغ من العمر 51 عاما،  فقد تولى الإشراف على المنتخب التونسي للمرة الأولى في مسيرته في 27 أغسطس من العام 2019 ، بعد نحو أسبوع على إعلان الاتحاد التونسي فسخ التعاقد مع المدرب الفرنسي المخضرم ألان جيريس الذي قاد المنتخب للحلول رابعا في نهائيات أمم أفريقيا 2019. 
     عمومًا تمثل مواجهات الدور نصف النهائي فرصة كبيرة لدى المدربين الأربعة للاقتراب خطوة من تحقيق انجاز كبيرة في ظل قوة البطولة التي تقام باشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA علاوة على المواكبة الجماهيرية الهائلة التي تحظى بها البطولة . 
     ومن الصعب التكهن بمن سيكون الأقرب للصعود إلى النهائي، لاسيما وأن مباريات الأدوار النهائية تكون فيها جميع الاحتمالات واردة ورغم الأفضلية التي يتمتع بها المنتخب القطري صاحب الأرض والجمهور ولكن المنتخب الجزائري أثبت أنه احد اعتى المنتخبات وهو الأكثر ترشيحا، فيما تبدو كفة المنتخب المصري الأرجح نسبيا على حساب المنتخب التونسي لكن الاخير يملك الادوات القادرة على السير بالمنتخب نحو النهائي ومباغتة المنتخب المصري فمن سيكسب الرهان في مواجهات يوم بعد غد وينال شرف التواجد في النهائي؟.