search

مدير متحف قطر الأولمبي والرياضي: المتحف هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط

أسامة السويسي

أكد السيد عبدالله الملا مدير متحف قطر الأولمبي والرياضي أن المتحف الجديد هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، والثاني عالميا من حيث المساحة، لافتا إلى أن "فكرة إنشاء المتحف استلهمت إبان تنظيم قطر لدورة الألعاب الآسيوية 2006، وتحديدا في 15 ديسمبر من العام ذاته، وذلك وفق رؤية صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني". 
وأعرب مدير متحف قطر الأولمبي والرياضي في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/ اليوم، عن سعادته الكبيرة باقتراب اللحظة التاريخية حيث يُقَص الليلة شريط الافتتاح، مشددا في الوقت ذاته على أن تشييد هذا الصرح العالمي يأتي ضمن إطار الاهتمام الكبير من القيادة القطرية بالرياضة والثقافة وأثرهما الصحي على تنمية المجتمع بمختلف أطيافه. 
وقال الملا: "شُيِّد متحف 1-2-3 في أحد جوانب استاد خليفة الدولي، حيث يربط بينهما ممر للمشاة، ويتألف من مبنيين: مبنى رئيسي يمتد على طول أحد قوسي الاستاد، ومبنى آخر مستدير الشكل متصل به مستوحى من الحلقات الأولمبية الخمس"، كما يحتوي المتحف على استوديو لشبكة قنوات /بي ان سبورتس/، ومقهى ومطعم صحي، ومكتبة متاحة للجمهور والتي تعد مرجعًا رياضيًا، ومركزاً لمؤسسة التراث والثقافة التابعة للجنة الأولمبية الدولية . 
ولفت إلى أن متحف قطر الأولمبي والرياضي، وبجانبه المتحف الأولمبي في لوزان بسويسرا هما المتحفان الوحيدان فقط في العالم اللذان يضمان كافة الشعل الخاصة بالدورات الأولمبية منذ انطلاقتها، كما يشتمل المتحف على معارض تفاعلية ومقتنيات ملهمة وأنشطة فريدة، كما سيكون مرجعًا للمعلومات المتعلقة بتاريخ الأولمبياد والرياضة القطرية، حيث يهدف إلى توثيق تاريخ الرياضات المختلفة منذ بداياتها وحتى العصر الحديث. 
وتابع مدير متحف قطر الأولمبي والرياضي قوله.. سيكون متحف قطر الأولمبي والرياضي 1-2-3 أحدث البنى التحتية الوطنية في دولة قطر الشاهدة على شغفها الكبير بالرياضة والتاريخ، وهدفنا توفير رحلة تعليمية وتفاعلية استثنائية توثق أهمية الرياضة. وأوضح أن صالات المتحف حرصت على أن تكون الرياضة القطرية حاضرة في أروقته، ضمن التطلعات الرامية ليكون المتحف شاهداً على شغف قطر الكبير بالرياضة وطموحها لإلهام المجتمع القطري ودفعه لممارسة الأنشطة البدنية وأن يكون أكثر حماساً واهتماماً بالرياضة، كما أننا نبحث ونجمع ونشارك قصة الرياضة العالمية والقطرية?بطريقة تفاعلية وتمكينية وترفيهية، وجاء هذا بناء على الاهتمام والاستثمار في الفرد البشري. 
وأكد مدير متحف قطر الأولمبي والرياضي أن هذا المتحف سيبرهن للعالم على أن الرياضة ترتبط بدولة قطر ارتباطا وثيقا، فضلا عن النهوض بالقيم البناءة للرياضة، ويستعرض المتحف أصول ثقافة الرياضة داخل قطر وخارجها. 
ومضى يقول: "لقد تم الإعداد لحفل الافتتاح من خلال تشكيل لجنة منظمة برئاسة السيد أحمد النملة الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر، وضمت في عضويتها الجهات المتعاونة الأخرى وهي: اللجنة الأولمبية القطرية، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، والاتحاد القطري لكرة القدم، وأكاديمية أسباير، وتمت مناقشة العديد من النقاط بهدف التحضير لهذا الحفل، والذي يتزامن مع مراسم سحب قرعة /كأس العالم FIFA قطر 2022/ وكذلك انعقاد كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم /فيفا/، والجميع يتطلع لهذا الحدث الهام وهي فرصة لدعوتهم لزيارة المتحف من قبل الوفود المشاركة للتعرف على مقتنيات هذا المتحف والتي تزيد عن 1200 قطعة، بالإضافة إلى الأجهزة التفاعلية، وصالات المعرض المتنوعة والمعارض المؤقتة، كما وجهت الدعوة لعدد من المشاهير لحضور حفل الافتتاح. 
وكشف السيد عبدالله الملا مدير متحف قطر الأولمبي والرياضي خلال حواره مع /قنا/ عن "أن وقوع الاختيار على استاد خليفة الدولي ليكون مقرا رئيسيا لمتحف قطر الأولمبي والرياضي، مرده إلى الارتباط الوثيق ما بين المتحف واستاد خليفة الدولي الواقع ضمن محيط أسباير زون، فضلا عن الذكريات الخالدة والبطولات الكبيرة التي استضافها هذا الملعب خاصة دورة كأس الخليج الرابعة في العام 1976، وبعد أن تجدد في عدة مناسبات بات الاستاد جزءا هاما من تاريخ الرياضة القطرية، وله مكانة خاصة في قلوب الجماهير في قطر، علاوة على ذلك الكل يعلم أن الفكرة الأساسية لإنشاء المتحف استلهمت من رؤية صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، على هامش افتتاح دورة الألعاب الآسيوية 2006 في استاد خليفة". 
وسيغدو متحف قطر الأولمبي والرياضي وهو عضو في شبكة المتاحف الأولمبية، أحد أكثر المتاحف المخصصة للرياضة ابتكارا وتقدما من الناحية التكنولوجية في العالم وأكبرها من حيث المساحة، حيث تبلغ مساحته 19 ألف متر مربع، ويأخذ المتحف الذي صممه المعماري الإسباني خوان سيبينا زواره في رحلة ملهمة لا تنسى عبر تاريخ وإرث الرياضات حول العالم والألعاب الأولمبية. 
ويشتمل متحف قطر الأولمبي والرياضي على سبع صالات عرض تحتضن مقتنيات من جميع أنحاء العالم، منذ البدايات الأُولى للرياضات حتى يومنا هذا، وتضم صالات العرض، صالة /عالم من المشاعر/، وهي بمثابة ردهة استقبال للمتحف، تمنح لمحة عامة عن مواضيع المتحف والدور الرئيسي للرياضة في قطر، وصالة /تاريخ الرياضة العالمية/ وهي رحلة عبر تاريخ الرياضة في العالم من العصور القديمة إلى العصور الحديثة. 
وتحوي صالة العرض ما يقرب من 100 من المقتنيات الأصلية والنسخ، يمتد تاريخها من القرن الثامن قبل الميلاد إلى أوائل القرن العشرين، مقترنة برسومات، وعناصر رقمية سمعية وبصرية وتفاعلية. 
وتأخذ صالة /الأولمبياد/ الزوار في رحلة عبر الألعاب الأولمبية القديمة، تمتد إلى انطلاق الألعاب الأولمبية الحديثة وازدهارها وازدياد أهميتها في يومنا هذا، كما تعرض كل شعلة من الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية من عام 1936 فصاعدًا. وداخل المسرح الأولمبي بصالة العرض، يوجد عرض مصور يسرد قصة ولادة الألعاب الأولمبية الحديثة، ويقدم العوامل الجيوسياسية، والاجتماعية، والتكنولوجية التي مكنت شخصيات، مثل بيير دي كوبرتان من المساهمة في إحياء الألعاب الأولمبية. 
وتحتفي /قاعة الرياضيين/ بالأبطال الرياضيين من جميع أنحاء العالم، حيث يمكن للزوار التعرف على الأبطال، القدامى منهم والجدد، واستمداد الإلهام من مسيرة نجاحهم وإنجازاتهم، وتمتد هذه الصالة على ثلاثة طوابق، وتُلقي الضوء على 90 رياضيًّا من جميع أنحاء العالم عاصروا القرنين العشرين والحادي والعشرين. 
أما صالة /قطر- البلد المضيف/ فتتناول كيفية ازدهار الأحداث الرياضية الكبرى مُستهِلةً بدورة الألعاب الآسيوية الدوحة 2006، أكثر اللحظات الخالدة في الأذهان لفعاليات عالمية نظمتها الدولة، بما فيها تلك التي أقيمت في استاد خليفة منذ افتتاحه عام 1976. 
وتستعرض صالة /الرياضات القطرية/ القصة الملهمة لتطور الرياضة في قطر، من الألعاب التقليدية وصولا إلى الرياضة الدولية، ثم إلى تنظيم المسابقات الدولية، حيث تكشف هذه الصالة كيف كانت الرياضة ولا تزال أمرًا أساسيًا للتنمية في دولة قطر حتى تنظيم بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022. كما تُلقي الضوء على الأنشطة الرياضية الراسخة في قطر، مثل الصيد بالصقور، وسباق الهجن. 
وفي /منطقة النشاط/ تُروج للأنشطة الرياضية في جميع أنحاء قطر، وتُشجع على تبني أنماط حياة صحية ونشطة، فالزوار مدعوون للمشي في ستة فضاءات تعكس البيئة القطرية، إذ سيشارك الزوار في باقة من التحديات الممتعة وهم يستكشفون الحديقة، والسوق، والصحراء، والشاطئ، والمدينة، وأخيرًا الملعب. 
ويتعاون المتحف مع الرابطة الدولية لمحو الأمية البدنية من أجل تطوير مسيرة وطنية في محو الأمية البدنية، تهدف إلى تشجيع المجتمع على تبني أسلوب حياة صحي، والانخراط في الأنشطة البدنية.