search

وترجل فارس كرة القدم القطرية.. وداعا عادل الملا نجم المنتخب القطري ونادي العربي

عبـدالـرحـمـن الـسـامـرائـي

فجع الوسط الرياضي القطري بنبأ وفاة اللاعب الدولي السابق عادل الملا، نجم منتخب قطر وأندية العربي والريان والخور، والذي تُوفِّي أمس السبت إثر أزمة قلبية مفاجئة في العاصمة البريطانية لندن، عن عمر ناهز 52 عامًا.

وبرحيل النجم السابق قائد فريق نادي العربي والمنتخب القطري والمحلل الكروي في قنوات الكأس الرياضية، فقدت الرياضة القطرية واحدًا من أبرز نجومها على مر تاريخها.

رحل عادل الملا، فقيد الرياضة القطرية، المولود في 7 ديسمبر عام 1970 بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات كلاعب متميز، يعد من أفضل اللاعبين الذين عرفتهم ملاعب كرة القدم القطرية، وكذا كخبير ومحلل فني كروي في وسائل الإعلام المرئية، وأبرزها قنوات الكأس القطرية، ولقد كان حقًّا صاحب عطاء جزيل طويل، وساهم في تحقيق الكثير من النجاحات الفريدة من نوعها، سواء مع الأندية التي لعب لها وفي مقدمتها ناديه العربي، أم للكرة القطرية، وتحديدًا مع المنتخب الأول.

وهو من النجوم الكرويين القلائل الذين تركوا بصماتهم الخاصة التي ستبقى محفورة في ذاكرة المتابعين والجماهير، وفي سجلات التاريخ الرياضي الكروي.

وكان خبر وفاته قد انتشر بسرعة كبيرة نظرًا لشهرة الراحل، حيث تناقل الجميع الخبر المُحزِن على شبكات التواصل الاجتماعي بعد أن أعلنَ شقيقُه صلاح الملا خبر وفاته على "تويتر"، ليخلف خبر الرحيل المفاجئ الذي كان بمثابة الفاجعة، حالة من الحزن الشديد في أوساط المنتمين لكرة القدم القطرية والخليجية والعربية، في ظل دعوات خالصة بأن يتغمده الله برحمته ويسكنه فسيح جناته.

وحرصت الاتحادات والأندية الرياضية على مواساة أسرة الفقيد وأسرة كرة القدم القطرية عمومًا خلال الساعات الماضية.

وقدم العديد من النجوم الرياضيين في قطر والوطن العربي التعازي عبر حساباتهم الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، وقال بشار عبدالله لاعب منتخب الكويت السابق ونادي السالمية: "كنت قريبًا من الفقيد الراحل عادل الملا سواء في الملاعب موسم 2002 أو بعد الاعتزال، وفقدت على المستوى الشخصي زميلًا وأخًا عزيزًا".

وكان الملا قد بدأ مسيرته الرياضية الكروية في نادي العربي، حيث تدرج في الفئات السنية حتى وصل إلى الفريق الأول، وذاع صيته مع الفريق العرباوي الذي كان حينذاك في فترة نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات في أوج تألقه، ثم تألق مع المنتخب القطري في مشاركاته المختلفة.

وحقق النجم الراحل العديد من ألقاب البطولات الكبيرة مع نادي العربي، أبرزها في البطولات الأقوى (الدوري القطري وكأس الأمير).

ولتفوقه وتألقه جرى ضم الراحل للمنتخبات القطرية المختلفة، وبرز بشكل لافت مع المنتخب القطري الأول الذي ارتدى قميصه الوطني "العنابي" في مشاركات إقليمية وقارية ودولية عديدة خلال الفترة من عام 1992 وحتى بداية الألفية الجديدة. وبات حينذاك ركيزة أساسية في المنتخب الوطني ضمن أفضل اللاعبين الذين برزوا ولفتوا الأنظار بمستوياتهم وإمكاناتهم الرائعة.

وسجل الراحل طوال مسيرته كلاعب مهاجم أهدافًا كثيرة لفريقه وللمنتخب الوطني، غير أن هدفه الأشهر يبقى ذلك الذي سجله للمنتخب القطري في مرمى منتخب اليابان، وقد وُصِف بالهدف التاريخي، لأنه كان هدف الفوز على اليابان والتأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية في برشلونة عام 1992.

ولم يكتفِ باللعب لنادي العربي، بل انتقل صاحب القدم اليسرى الجميلة الساحرة، للعب في صفوف فريق نادي الخور، كما لعب بعدها لفريق الريان، وذاع صيته حينذاك بعد انتقاله للريان مع لقب "الدولار" لأهميته وقيمته الكبيرة كلاعب رائع.

وقد أنهى النجم الكبير الراحل مسيرته كلاعب مع فريقه العربي الذي بدأ معه، إذ عاد من نادي الريان إلى العربي حتى اعتزاله وتركه الملاعب.

ولم يترك فقيد الرياضة القطرية الساحة الكروية الرياضية بعد اعتزاله، فقد التحق بالمجال الإعلامي الرياضي من خلال عمله كمحلل فني رياضي في قنوات الكأس، ومشارك في البرامج الرياضية المختلفة في القنوات الفضائية.

وعُرِف عن الراحل تفرده بالآراء والمداخلات ووجهات النظر القوية التي كان يبوح بها خلال مشاركته كمحلل في القنوات الفضائية حول كل ما يرتبط بكرة القدم القطرية، سواء عن المنتخب الوطني أو ناديه العربي، وحتى الريان الذي لعب له أيضًا، وغالبًا ما خلفت آراؤه ووجهات نظره الاهتمام الكبير من قِبل المتابعين والمعنيين.

وعن الإنجازات التي حققها النجم الراحل مع المنتخب القطري أو الأندية التي لعب لها، فقد كانت أبرزها قيادته منتخب قطر للتأهل إلى أولمبياد برشلونة عام 1992. كما فاز مع المنتخب الوطني أيضًا بلقب كأس الخليج الـ 11 في الدوحة، والتي أقيمت في العام ذاته 1992.

وحقق مع النادي العربي ألقابًا جعلته نادي القرن الماضي، أهمها 5 ألقاب في بطولة الدوري، و3 ألقاب في كأس الأمير، ولقب واحد في كأس ولي العهد.

وحقق مع الريان لقب كأس ولي العهد، وفاز بالعديد من البطولات الأخرى التي ستظل شاهدة على قيمته كلاعب رائع، وستبقيه خالدًا في قلوب جماهير ومحبي كرة القدم القطرية.