search

سيلاس رفع الرأس بأغلى كأس

أسامة السويسي

غاب الغرافة طوال الموسم وعاد في أفضل موعد فخطف كل الأضواء بالتتويج بأغلى الكؤوس، كأس حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى لكرة القدم.

عودة الغرافة كانت بقرار شجاع من مجلس إدارة النادي بالتخلص من المدرب الفرنسي برونو ميستو قبل أسابيع من نهاية دوري النجوم بعد أن اقترب الفهود من دوامة الخطر، وكانت المجازفة بالتعاقد مع البرازيلي باولو سيلاس مدرب العربي السابق الذي قبل المغامرة، وفي أقل من شهرين استعادة الغرافة بريق الذهب مع طابع السامبا البرازيلية الذي فرضه سيلاس على أداء الفريق بعد أن نفض الغبار عن نخبة من النجوم الكبار الذين يمتلكهم الفريق ويملكون رصيدا من الخبرة ومخزون من المهارات العالية فاحسن توظيفهم داخل المستطيل الأخضر، وفرض اسلوبه على المنافسين متحديا كل الظروف الصعبة وفي مقدمتها الحالة النفسية السيئة بسبب النتائج المتواضعة.

واسترد الفهود الثقة بفضل شجاعة المدرب الذي نجح في علاج الثقوب التي طالت الثوب الأصفر بسبب غرور ميتسو ونفاذ رصيده التكتيكي، وفي توقيت صعب وحساس وفترة قصيرة عاد الفهود والنتائج والأرقام تتحدث عن نفسها فدخل الفريق اجواء البطولة الأسيوية ومازال يحتفظ بأمل في المنافسة على التأهل للدور الثاني، ودخل الفريق أغلى الكؤوس بقوة وبفوز على طريقة السهل الممتنع على العربي ثم انتصار عن جدارة على لخويا بطل الدوري في آخر موسمين وابتسمت له ركلات الترجيح من نقطة الجزاء في نصف النهائي والنهائي على حساب الخريطيات ثم السد فجاء التتويج مستحقا لأن الحظ في عالم الساحرة المستديرة يقف مع من يستحقه.

بصمات سيلاس كانت واضحة في المناسبات الكبيرة وهو تفوق على منافسه الأوروغوياني خورخي فوساتي في المباراة النهائية عن جدارة في كل الأمور الفنية.

فوز الغرافة ولو تحقق عن طريق ركلات الترجيح فهو أمر يحسب لمديره الفني الذي احسن تجهيز الفريق وقراءة المنافس واختيار التشكيلة المناسبة لقدرات فريقه وخطورة منافسه بطل اسيا وثالث العالم.

وفجأ سيلاس الجميع بتغييرات عدة في التشكيلة الأساسية في ضوء حالة الفهود والإرهاق الذي يعاني منه وكبر سن معظم اللاعبين، ولعب بالمدافع جورج كواسي كظهير أيمن وهو قلب دفاع في الأساسي وادخل حامد شامي ليلعب كظهير مساك بجوار إبراهيم الغانم وترك فهيد الشمري كظهير أيسر وهو جناح ايسر، وفي الأطراف دعم كواسي بالبرازيلي زي روبيرتو مع ميل من عثمان العساس فيما دعم الشمري بمحمد ياسر مفاجأة التشكيلة الغرفاوية، مع ميل من أنس مبارك عليهما فأغلق على السد الأطراف التي يخترق منها ويشكل الخطورة، وحدد مهام العساس بواجبات دفاعية بحتة في العمق مع مراقبة أهم مفتاح لعب في السد وهو خلفان إبراهيم، مع الاعتماد على الثنائي تارديلي وأمامه فرهاد مجيدي في العمليات الهجومية وتقدم حذر لبقية اللاعبين سواء من الطرف أو العمق لعدم اهتزاز التنظيم الدفاعي في أي لحظة حتى لا يسمح للمنافس بتشكيل زيادة عددية واليقظة والحذر في الكرات العكسية.

ومع تطورات المباراة والظروف الاضطرارية كان سيلاس منطقيا وواقعيا حتى في المغامرة الهجومية بنزول مؤيد حسن بدلا من محمد ياسر فوضعه في الناحية اليمنى ليضع حدا لتقدم نذير بلحاج واحبره على التراجع وعدم القيام بواجباته الهجومية وهو أحد أهم اسلحة السد الخطيرة، ثم اشرك أحمد فارس بدلا من شامي المصاب فانضم كواسي لقلب الدفاع بعد أن استعاد الثقة وشكل حائط صد منيع مع الغانم في العمق.

وحرم الغرافة منافسه من المساحات الشاغرة حتى في الكرات المرتدة فندرت الفرص على مرمى الغرافة بفضل التنظيم الدفاعي الجيد ووصل لركلات الترجيح التي ابتسمت له.

وفي المقابل لم يحسن فوساتي الاستفادة من اسحلته الخطيرة التي يملكها وترك كيتا غير الموفق وهو ما ساهم في الحد من انطلاقات خلفان في اليسار في الشوط الأول، بوجوده في نفس المكان ومعهما نذير من الخلف فباتت اختراق هذا الزحام صعبا وسحب خلفان في توقيت يمكن أن يصنع فيه الفارق وترك كيتا واشرك حسن الهيدوس ولم ينتبه لقدرات يوسف أحمد القادر على تحويل ونقل اللعب لملعب الخصم في الوقت الصعب بسرعته الفائقة.