search

اختتام فعاليات النسخة الخامسة من القمة العالمية لأكاديمية أسباير حول "أداء وعلوم كرة القدم"

عبدالفتاح أحمد

أسدل الستار مساء اليوم على فعاليات النسخة الخامسة من القمة العالمية لأكاديمية أسباير حول أداء وعلوم كرة القدم"، وسط مشاركة ناجحة وكبيرة من خبراء اللعبة من جميع أنحاء العالم يمثلون 50 نادياً واتحاداً من النخبة.   

واحتضنت مؤسسة أسباير زون على مدار ثلاثة أيام مناقشة موضوعات: تحسين عملية التعافي عند اللاعبين الشباب، وذلك في اليوم الأول، والنمو والنضج: كيف يساعد في التدريب، في اليوم الثاني، وفي اليوم الثالث والأخير طرح موضوع، فهم اللعبة مفتاح لتطوير لاعبينا.
   وحرصت الوفود المشاركة التي تمثل أندية ليفربول ومانشستر يونايتد (إنجلترا)، وباريس سان جيرمان ( فرنسا)، ويوفنتوس (إيطاليا)، وبرشلونة (إسبانيا)، وأياكس (هولندا)، وبنفيكا (البرتغال)، والاتحادات مثل فرنسا وإيطاليا وكوريا الجنوبية والمكسيك، على طرح أفكارهم وآرائهم وسط مشاركة كبيرة من متخصصي كرة القدم في جميع دول العالم.
  وتعد هذه المرة الأولى التي تجمع الأكاديمية "أصدقاء أسباير حول العالم" بالدوحة، بعد أن استضافتها في العديد من العواصم الأوروبية مثل باريس وبرلين وأمستردام ولندن.
   يذكر أن الملتقى الرياضي شهد حضور عدد كبير من نجوم الكرة العالمية، من خلال جلسات نقاشية في "دردشة النجوم" حيث تحدث كل من الأرجنتيني ماوريسيو بوشيتينو مدرب توتنهام الإنجليزي، والإسباني فيليكس سانشيز مدرب المنتخب القطري الأول لكرة القدم، والنجم الأرجنتيني هرنان كريسبو مهاجم بارما الإيطالي السابق، والأيسلندي هيمير هالجريمسون مدرب فريق العربي، والصربي سلافيسا يوكانوفيتش مدرب فريق الغرافة، عن تجاربهم ومسيرتهم التدريبية.
   وكان من رواد الملتقى عدد من نجوم اللعبة ومنهم وسام رزق مدرب فريق قطر الحالي، والإسباني روبين دي لا باريرا مدرب فريق الأهلي، وفابيو سيزار مدرب المنتخب القطري للشباب، والأرجنتيني سانتياجو سولاري، المدير الفني السابق لريال مدريد الإسباني، والمدرب الصربي الشهير بورا ميلوتينوفيتش، وتيم كاهيل قائد منتخب أستراليا السابق.
    شهد اليوم الثالث والأخير من القمة العالمية، مناقشات مثيرة حول الموضوع الرئيسي الثالث للحدث، "فهم اللعبة: مفتاح لتطوير لاعبينا " والذي ضم العديد من الأفكار الشيقة من جانب خبراء اللعبة.
   وكانت البداية مع بيدرو ماركيز المدير التقني لنادي بنفيكا البرتغالي،الذي قال، إن هذا الموضوع يجعلني أفكر كثيراً في مستقبل اللعبة، لاسيما أن اللاعبين اليوم مختلفون تماماً، حيث يكبرون في بيئة مختلفة عما كان في الماضي.
   وأضاف ماركيز نقضي الكثير من الوقت في التفكير في حل المشاكل للاعبين، لكن في النهاية هم الذين يتعين عليهم حلها على أرض الملعب، الأمر متروك لنا في الأكاديميات والنوادي لمنحهم الأدوات المناسبة.
   في المقابل قال إدورتا موروا المدير التقني في أكاديمية أسباير، أن اللاعبين هم العنصر الأساسي في لعبة كرة القدم، مشيراً إلى أن الأطفال يلعبون كرة القدم في الشوارع دون قواعد، ومن ثم تعلموا أساسيات اللعبة تحت إشراف الأكاديميات.
  وأضاف موروا، بأن تدريب الأطفال يكون وفقًا لأسس عملية وقواعد حديثة، ولهذا فنحن بحاجة إلى التفكير في الجانب التعليمي ويجب أن نكون مستعدين لتغطية التطورات الجديدة التي أصبحت معقدة للغاية.
   وبالنظر إلى تطوير لاعبي كرة القدم للشباب كعملية، هي أطروحة يدعمها خوسيه تافاريس المدير التقني لنادي بورتو البرتغالي، حيث قال.. لا نريد أن يصبح اللاعبون في سن العاشرة محترفين في الحال، وهم ليس لديهم الوقت لعمل تجارب، كما قلنا من قبل، فإن الهدف النهائي لكل لاعب هو الفوز وأنت تربح المباريات بتسجيل الأهداف، فكيف نعلمهم تسجيل الأهداف، ماذا عن المدافعين وحراس المرمى، هل هم أيضا نيتهم تسجيل الأهداف؟.. لذلك يجب أن يكون المدربون أذكياء وأنهم بحاجة إلى أن يكونوا قادرين على تطبيق معارفهم في الممارسة العملية.
   وأشار، إننا بحاجة إلى إنشاء مسار للأطفال ليكونوا مستعدين للعب كرة القدم، وقد تكون الأدوات التي نستخدمها في جميع أنحاء العالم مختلفة، ولكن في النهاية يتعلق الأمر باللاعبين الذين يحاولون تسجيل الأهداف.

كما شهد اليوم الختامي مشاركة الأيسلندي هيمير هالجريمسون مدرب العربي القطري الذي حل ضيفا من خلال جلسة نقاشية بعنوان دردشة النجوم، حيث أكد أنه ولد لكي يكون مدرباً رغم أن وظيفته الأساسية هي طبيب أسنان في آيسلندا.
   وأضاف هيمير، أنه شغوف بلعبة كرة القدم، لاسيما أن شقيقه مارس اللعبة لسنوات طويلة، بجانب أنه لعب العديد من الرياضات مثل الجولف والسباحة وكرة اليد وأيضاً كرة القدم.
   وأشار مدرب العربي الى أنه يحبذ دائماً الاستماع إلى آراء المدربين من أجل الاستفادة من خبراتهم، مبينا أن المدرب يجب ألا يتماشى مع أسلوب ثابت في لعب كرة القدم، أنا لست من عشاق المدربين الذين يسعون إلى "التيكي تاكا " وهي أسلوب لعب يتم ممارسته من خلال عدد من الفرق الذين يعتمدون على هذا الأسلوب في الوقت الحالي.
  وتطرق إلى أن المدرب الناجح هو الذي يقوم بتطوير نفسه من خلال خوض العديد من الدورات التدريبية وتطبيقها في عمله.
   وأوضح أن اللاعب القطري يمتلك المقومات لأن يكون لاعبا متميزا، حيث اندمج مع اللاعب المحترف الأجنبي في دوري نجوم قطر، وهو ما ساهم في الارتقاء بمستواه الفني والبدني.. مشيراً أن ذلك يصب في صالح اللاعب القطري المقبل على المشاركة في نهائيات كأس العالم قطر 2022.
   وأثنى الأيسلندي على مسيرته مع منتخب بلاده من خلال الوصول إلى نهائيات كأس العالم روسيا 2018 للمرة الأولى في تاريخه، وذلك بعد أن تصدر المجموعة الأوروبية التاسعة، والتأهل إلى المونديال، إلا أنه لم يتمكن من بلوغ الدور الثاني في مونديال روسيا بعد أن حصد نقطة واحدة بتعادله الإيجابي 1-1 مع الأرجنتين، والخسارة أمام نيجيريا وكرواتيا 2-0، 2-1 على التوالي.
   وعن البداية الرائعة مع ناديه العربي هذا الموسم، أجاب قائلاً: "إن فريقه يقدم مستويات أكثر من رائعة نجح خلالها في احتلال مركز متقدم في جدول الترتيب، بالرغم من اعترافنا بقوة المنافسة لوجود أندية بحجم السد والدحيل والريان".. موضحاً أن القوام الأساسي للمنتخب القطري من ناديي الدحيل والسد، وهو يؤكد أن المنافسة على لقب دوري النجوم ستكون صعبة للغاية.
   ومن جانبه حرص الصربي سلافيسا يوكانوفيتش مدرب فريق الغرافة، على المشاركة في جلسة نقاشية دردشة النجوم، حيث أكد أنه يعشق اللعب تحت ضغط والتحلي بالثقة وذلك من ضمن أسرار نجاحه كمدير فني في المنظومة الكروية.
   وقال مدرب الغرافة ، إنه لعب في كثير من المباريات تحت الضغط عندما كان مدرباً لفريق واتفورد في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم عام 2014، حيث كان المدرب الرابع له في خمسة أسابيع، نجح خلال تدريبه للفريق في تحقيق 15 انتصاراً من أصل 20 مباراة لعبها الفريق تحت قيادته الفنية.
   وكشف المدرب الصربي أنه قام بإعادة ترتيب الأوراق داخل صفوف واتفورد الإنجليزي وكانت البداية بتنظيف غرفة تبديل الملابس وإبعاد خمسة لاعبين عن الفريق، وهو ما ساهم في الارتقاء بمستوى الفريق الإنجليزي وأصبح اللاعبون قادرين على بذل أقصى مجهود من تحقيق الانتصارات.
  وأكد سلافيسا يوكانوفيتش أن فريق بارتيزان الصربي كانت بدايته في مجال التدريب عام 2007، حيث قاد الفريق لتحقيق بطولة الدوري الصربي والكأس مرتين، مشيداً بتلك التجربة التدريبية والتي وضعته في حجم المسؤولية بالرغم أنه وقتها كان مدرباً شاباً، ليخوض تجربة جديدة في الملاعب الإنجليزية عبر بوابة فولهام عام 2015 نجح في إنقاذه من الهبوط إلى الدرجة الثانية.
   وأثنى سلافيسا على تجربته الحالية مع الغرافة وتحقيق نتائج جيدة في بداية الموسم الكروي.. كاشفاً أنه منذ توليه المسؤولية الفنية والجميع يسأله متى سيحقق الغرافة لقب الدوري.. وبالطبع الإجابة عن هذا السؤال ليست الآن فهو متوقف على أداء اللاعبين داخل الملعب.

  وعلى الصعيد ذاته قال فابيو سيزار مدرب المنتخب القطري للشباب، إنه من المفيد أن يهتم لاعب كرة القدم بالإدارة وبالمشاركة فيها، لأن اللاعب يجب أن يتمتع برؤية واسعة في كل المجالات الرياضية، وعليه أن ينخرط في إدارة النادي في إطار مجموعة متكاملة ويؤمن بالمسؤولية الاجتماعية، وأن يكون أكثر قرباً من زملائه في النادي من لاعبين وإداريين وأطقم فنية.
   وأضاف فابيو بأنه يشارك للمرة الأولى في قمة أسباير العالمية وبأن هذا التواصل مهم ومفيد للاعبين ولكل رياضي، فلابد للرياضي أن يتحدث مع من حوله لكسب المعرفة.
   ومن ناحية اخرى عقدت اللجنة المنظمة للقمة العالمية لأكاديمية أسباير ورش عمل لتدريب المدربين الرياضيين من مختلف الأندية الأوروبية.. حيث أشادت الوفود المشاركة بتنوع فريد في القدرات والمؤهلات التدريبية، وذلك لما تتمتع به مؤسسة أسباير من سمعة عريقة وخبرات كبيرة في عالم التدريب على أحدث النظم العالمية.
   وفي اليوم الأخير للقمة قدمت مؤسسة أسباير زون عرضاً مفصلاً عن المعسكرات الشتوية والمعسكرات بشكل عام أمام ممثلي الأندية والاتحادات المشاركة للتعريف بما تتوفر عليه من إمكانيات عالمية استقطبت كبرى الأندية العالمية وشكلت وجهة لها على غرار باريس سان جيرمان ،ومانشستر يونايتد ، وبايرن ميونيخ، وشالكه ، وأياكس وآيندهوفن ، وزينيت سان بطرسبرج، وكلوب بروج، وغيرها، وتم عرض فيلم وثائقي يوضح تجربة بعض الفرق الكبرى في أسباير.
   وفي ختام جدول أعمال القمة، تقدم علي سالم عفيفة رئيس قمة أسباير العالمية بالشكر الجزيل للرعاة على دعمهم للقمة وثقتهم بأهمية هذه المبادرة الرائعة لأكاديمية أسباير في توحيد الرؤى وتبادل الخبرات بين مختلف الأندية والاتحادات الأعضاء في مجتمع زملاء أسباير حول العالم.
   كما توجه عفيفة بالشكر الجزيل لوسائل الإعلام المحلية على تغطيتها المهنية للقمة بكل تميز مما كان له الأثر الكبير في نجاحها ووصول صداه لمن لم يتمكن من حضور فعالياتها.