أحمد حسن
استضافت اللجنة الأولمبية بجمهورية كوسوفو في العاصمة بريشتينا أعمال القمة الإقليمية الثالثة للنزاهة في الرياضة التي تنظمها المنظمة الدولية للنزاهة في الرياضة (سيغا) بحضور رسمي واسع وعالي المستوى من جميع دول البلقان. وأقيمت القمة ليوم واحد نهاية الأسبوع الماضي وهي التي تأتي في أعقاب نجاح القمة الإقليمية الثانية للنزاهة في الرياضة – الدوحة 2019 التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة الشهر الماضي.
وشارك في أعمال القمة عدد من القادة والخبراء ومسئولين حكوميين وممثلين عن منظمات المجتمع المدني أسهموا جميعا في نقاش ثري للتباحث حول التحديات الراهنة التي تواجه الرياضة في منطقة البلقان وسبل تعزيز العمل المشترك لمواجهة هذه التحديات.
نظام سيغا للتقييم والتصنيف والتحقق المستقل
وفي سياق القمة أعلن باسم حساني رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية في كوسوفا أن منظمته ستكون رسميا أول هيئة رياضية تطبق المعايير الدولية لنظام سيغا للتقييم والتصنيف والتحقق المستقل المعروف اختصارا باسم (سيرفس) وهو المشروع الذي سيبدأ تنفيذه في يناير 2020.
وكانت سيغا قد أعلنت عن إسناد مناقصة عالمية لتطوير نظام تصنيف للتقييم والتحقق يتضمن معايير محددة موضوعة سلفاً ويشمل الأندية والمؤسسات والاتحادات الرياضية وهو التصنيف الذي أظهرت القراءات الأوليّة أنه سيعزّز الشفافية والحوكمة في الرياضة العالميّة. وستقوم «سيرفس» بتصنيف المؤسسات والاتحادات الرياضية عبر تقييم تنفيذ هذه المؤسسات لمعايير سيغا العالمية المتعلقة بالحوكمة الجيدة والنزاهة المالية والمراهنات الرياضية. وستوفر «سيرفس» معايير وأسس ذات مصداقية وستقدّم كل أدوات التحفيز لتشارك المؤسسات والهيئات الرياضية طواعية في تنفيذ معايير سيغا العالمية.
مناقشات معمقة
وضمن أجندة المؤتمر كانت المناقشات في الجلسات معمقة تحت عناوين مختلفة: تكريس النزاهة داخل أرض الملعب" – "النزاهة والتعاون الإقليمي – منع الإنتهاكات والتجارة في الأطفال من خلال الرياضة"، و"المساوة بين الجنسين في الرياضة".
مبادرة "سيغا توك"
وقبل يوم واحد من القمة أطلقت إدارة سيغا مبادرة تفاعلية حظيت باهتمام كبير وهي "سيغا توك" حيث تجمع عدد من مشاهير الرياضة الحاليين والسابقين ومن بينهم أرديتا زينالهو ولاعب التنس السابقة في كوسوفو درين فيراتاج وتحدثوا بصوت مسموع فيما يشبه الحملة الإعلامية التي اخترقت مواقع التواصل الاجتماعي بغية تمكين شباب الرياضيين ومنحهم الفرصة للتحدث عن مخاوفهم المتعلقة بالنزاهة في الرياضة والخطوات المتخذة لمحاربة الفساد.
وعلق إيمانويل ميديريوس الرئيس التنفيذي لـ "سيغا" على هذه المبادرة قائلا إنها كانت فرصة سانحة لشباب الرياضيين ليعبروا عن عدم رضاهم الشوائب التي تشوب النزاهة في الرياضة وعن ضرورة إحداث التغيير وإيجاد الحلول التي تخلص الرياضة من الفساد.
بن حنزاب: تعزيز العمل الجماعي على مستوى الحكومات
وقال محمد بن حنزاب رئيس مجلس إدارة المركز الدولي للأمن الرياضي، نائب رئيس المنظمة الدولية للنزاهة في الرياضة إن هذه القمم الإقليمية تأتي في إطار استراتيجية مدروسة للمنظمة الدولية للنزاهة في الرياضة (سيغا) من أجل تعزيز التعاون بين الأقاليم والدول المختلفة وإحداث التغيير الإيجابي المنشود من خلال قوة وتأثير الرياضة وتعزيز العمل الجماعي على مستوى الحكومات والدول وصولا لتحقيق الهدف المشترك.
وأشار بن حنزاب إلى أن نجاح القمة الإقليمية الثانية للنزاهة في الرياضة – قطر 2019 كانت دافعا لمسيرة العمل في المنظمة الدولية للنزاهة في الرياضة (سيغا) لتكرار هذا النجاح في منطقة البلقان التي استقبل المسئولون فيها وعلى أعلى المستويات القمة بترحاب كبير.
وأشاد نائب رئيس سيغا بتبني اللجنة الأولمبية في كوسوفو معايير "سيرفس" وقال إن إطلاق هذا المشروع في يناير المقبل من شأنه أن يغير من وجه الرياضة في السنوات القليلة المقبلة.
حساني: نساند خط سيغا لتعزيز النزاهة في الرياضة
من جانبه قال باسم حساني، رئيس اللجنة الأولمبية في كوسوفو إن اللجنة تؤمن بضرورة دفع مبادئ النزاهة في الرياضة قدما من أجل تعزيز الأهداف النبيلة للرياضة داخل وخارج أرض الملعب ونحن نؤمن بأن القمة الإقليمية والمعايير الدولية التي تتبناها سيغا فيما يتعلق بالنزاهة في الرياضة سوف تحدث التغيير الإيجابي المنشود الذي يسهم بدوره في تطوير الرياضة والحوكمة فيها.
وتابع: ونحن سنقرن هذا الحديث بالفعل من خلال تبني اللجنة الأولمبية لجمهورية كوسوفو لتنفيذ معايير نظام التصنيف الخاص بسيغا (سيرفس).
سيغا منظمة محايدة وممولة ذاتيا
وقد تأسست المنظمة الدولية للنزاهة في الرياضة (سيغا) ومقرها جنيف في 2016 بجهود قطرية استمرت لأربع سنوات قادها المركز الدولي للأمن الرياضي لتصبح (سيغا) أول منظمة دولية مستقلة وممولة ذاتيا معنية بالنزاهة في الرياضة العالمية وتضم أكثر من 100 عضو من المنظمات الدولية والإتحادات الرياضية وكبرى المؤسسات الراعية للرياضة العالمية ومنظمات المجتمع المدني.