search

نسخة استثنائية بكل المقاييس لمونديال العرب

أسامة السويسي

أسدل الستار أمس /السبت/ على منافسات النسخة العاشرة لبطولة مونديال العرب FIFA قطر 2021، التي استضافتها الدوحة بمشاركة 16 منتخبا تحت اشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم /فيفا/، وشهدت تتويج منتخب الجزائر باللقب لأول مرة في تاريخه بعد تغلبه على نظيره التونسي بثنائية نظيفة في المباراة النهائية التي احتضنها استاد البيت بمدينة الخور، لينال المنتخب التونسي المركز الثاني. 
   فيما حصد المنتخب القطري المركز الثالث، عقب فوزه على منتخب مصر بركلات الترجيح (5-4)، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بنتيجة التعادل السلبي. 
  وبختام البطولة، حافظ منتخب الجزائر على سجل الأبطال المتوجين بمونديال العرب نظيفا، بعد فوزه باللقب دون خسارة أي مباراة خلال مسيرته نحو منصة التتويج..حيث تحقق هذا السيناريو مع جميع أبطال كأس العرب منذ أول نسخة عام 1963 حتى النسخة الحالية، ولم يسبق لأي منتخب توج بكأس العرب خسارة أي مباراة خلال مسيرته. 
   وكانت منتخبات تونس والعراق ومصر والسعودية والمغرب، توجت بالنسخ السابقة من بطولة مونديال العرب، دون تسجيل أي خسارة. 
   وجاءت النسخة العاشرة لبطولة مونديال العرب استثنائية بكل المقاييس حيث لاقت نجاحا باهرا على مختلف الاصعدة ونالت العديد من الاشادات بالمستوى التنظيمي القطري المتميز، سواء من مسؤولي الفيفا او المنتخبات المشاركة او الجماهير التي تابعت البطولة، وهو ما جعل السيد جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم /فيفا/، يقدم وعدا بتنظيم بطولة كأس العرب بصفة مستمرة تحت إشراف الفيفا. 
   وقال إنفانتينو في تصريحات صحفية:" البطولة ستلعب دورا في توحيد شعوب المنطقة في المستقبل، وسنعمل على استمرار بطولة مونديال العرب تحت مظلة /الفيفا/ لأنها بطولة ناجحة للغاية وهذا ما شاهدناه وأعتقد أنه حان وقت تنظيم هذه البطولة بشكل مستمر". 
  وخلال البطولة اقيمت 32 مباراة وشهدت تسجيل 83 هدفا، بواقع 2.6 هدف للمباراة الواحدة، فيما تم تسجيل خمسة أهداف عكسية، كما شهدت اشهار الحكام لـ101 بطاقة صفراء و13 بطاقة حمراء. 
  وتصدر التونسي سيف الدين الجزيري ترتيب هدافي مونديال العرب 2021، برصيد أربعة أهداف، يليه لاعب المنتخب القطري المعز علي ولاعب المنتخب الجزائري ياسين براهيمي بثلاثة أهداف لكل منهما. 
   وتميز المدربون العرب في هذه البطولة، حيث اثبت مدرب منتخب الجزائر مجيد بوقرة ومدرب منتخب تونس منذر الكبير علو كعبهما بوصول منتخبي بلادهما الى المباراة النهائية.. وكانت الافضلية لبوقرة بعد تتويج منتخبه باللقب. 
  وبات مجيد بوقرة مدرب منتخب الجزائر، خامس مدرب عربي يقود منتخب بلاده للتتويج بكأس العرب.. وانضم بوقرة الذي يخوض تجربته التدريبية الأولى مع منتخب بلاده، لثلاثة مدربين هم: العراقيان عادل بشيرو وأنور جسام والمدرب المصري الراحل محمود الجوهري. 
   ونجح بوقرة في إعادة الثقة للمدرب العربي بعد أن سيطر الأجانب على آخر ثلاث نسخ في البطولة.. وكان البلجيكي إيريك جيريتس، آخر مدرب أجنبي حصد اللقب مع المنتخب المغربي في نسخة 2012 التي استضافتها السعودية. 
   ومن أبرز مفاجآت البطولة، مغادرة أكثر منتخبين حصولا على اللقب، من دور المجموعات، بأداء مخيب للآمال.. حيث ودع المنتخب العراقي صاحب الرقم القياسي بعدد التتويجات بالبطولة أربع مرات في نسخ 1964،1966،1985، 1988، البطولة في المركز الثالث للمجموعة الأولى برصيد نقطتين جمعهما من تعادلين مع عمان والبحرين وخسارة أمام منتخب قطر، مسجلا هدفا واحدا في ثلاث مباريات بعد تعادله بهدف لمثله أمام منتخب عمان في الجولة الأولى. 
   كما ودع المنتخب السعودي المتوج بلقبين لبطولة مونديال العرب عامي (1998، 2002)، البطولة الحالية من دور المجموعات في المركز الثالث للمجموعة الثالثة برصيد نقطة وحيدة جمعها من تعادل وهزيمتين.. فيما ودع المنتخب المغربي (حامل لقب آخر نسخة في 2012) البطولة من الدور ربع النهائي بخسارته أمام نظيره الجزائري بركلات الترجيح (3 -5). 
ويعد منتخبا قطر والجزائر هما الأكثر تسجيلا في البطولة، بواقع 12 هدفا لكل منهما، كما حقق منتخبا قطر ومصر أكبر انتصارين في البطولة بخماسية نظيفة، بعد فوز مصر على السودان وقطر على الإمارات بذات النتيجة. 
    فيما كان انتصار تونس على موريتانيا بنتيجة (5-1) في المباراة الافتتاحية أكثر مباراة شهدت تسجيل أهداف. 
   ولم يسجل منتخبا البحرين والسودان أي أهداف، فيما كان المنتخب السوداني هو الوحيد الذي خرج من البطولة بدون أي فوز أو تعادل. 
   وحسمت أربع مباريات في الوقت الإضافي، منها المباراة النهائية بين الجزائر وتونس، فيما شهدت مباراتان الاحتكام لركلات الترجيح وهي مباراة المغرب والجزائر في ربع النهائي، ومباراة تحديد المركز الثالث بين منتخبي قطر ومصر. 
   أما فيما يتعلق بالحضور الجماهيري داخل الاستادات، فقد شهدت مباراة قطر والإمارات في ربع النهائي أعلى نسبة حضور جماهيري فاقت 63 ألف مشجع في استاد البيت بمدينة الخور، تليها المباراة النهائية بين تونس والجزائر وبلغ عدد الحضور الجماهيري بها 60 الفا و452 مشجعا باستاد البيت ايضا. 
   ولم تشهد مباريات الادوار ربع النهائي ونصف النهائي والمباراة النهائية وتحديد المركز الثالث، إشهار الحكام أي بطاقات حمراء للاعبين واكتفى الحكام بإشهار 29 بطاقة صفراء خلال هذه الادوار. ويعد المنتخب الجزائري أكثر المنتخبات في هذا الادوار حصولا على الإنذارات بواقع سبعة إنذارات يليه منتخب تونس بستة انذارات ومنتخب المغرب برصيد أربعة انذارات. 
   وشهدت البطولة تأهل ثلاثة منتخبات من شمال إفريقيا لنصف النهائي وهي تونس ومصر والجزائر مقابل منتخب واحد من قارة آسيا وهو المنتخب القطري. 
   وعلى هامش المباراة النهائية أمس وفي بادرة رائعة، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم /فيفا/ أن رئيسه السيد جاني إنفانتينو سيقدم اقتراحا بأن تصبح اللغة العربية لغة رسمية في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وذلك بالتزامن امس مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية وختام منافسات البطولة، وتقديراً لأهمية اللغة العربية، التي يتحدث بها أكثر من 450 مليون شخص في أكثر من 20 دولة ناطقة باللغة العربية إضافة إلى ملايين العرب في أنحاء العالم. 
   يشار الى ان الاتحاد الدولي لكرة القدم يعتمد حاليا أربع لغات هي: الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية. 
  وبختام منافسات البطولة أمس، اختير قائد المنتخب الجزائري ياسين براهيمي كأفضل لاعب في مونديال العرب FIFA قطر 2021 وحصل على الكرة الذهبية بعدما قدم أداء رائعا في البطولة ساهم على إثره بفوز منتخب بلاده باللقب.. وحصل زميله يوسف بلايلي على الكرة الفضية، بينما ذهبت الكرة البرونزية لمهاجم المنتخب القطري أكرم عفيف. 
   كما ساهم تألق التونسي سيف الدين الجزيري بفوزه بجائزة الهداف في البطولة والحذاء الذهبي، بينما حصل حارس مرمى الجزائر رايس مبولحي على القفاز الذهبي.. فيما نال المنتخب المغربي جائزة اللعب النظيف.. ليسدل الستار على منافسات النسخة العاشرة والاستثنائية لمونديال العرب FIFA قطر 2021 التي استضافتها الدوحة على مدى 19 يوما.