search

اللجنة العليا للمشاريع والإرث تشارك في مؤتمر "جيبكا" للبلاستيك بالرياض

عبـدالـرحـمـن الـسـامـرائـي

أكدت المهندسة بدور المير، مديرة إدارة الاستدامة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، على الدور الفاعل لاستراتيجية الاستدامة لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™ في تعزيز الأثر الإيجابي للبطولة، وبناء إرث مستدام على صعيد المحافظة على البيئة، والإسهام في تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، ودعم أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

 

وقالت المير، خلال مشاركتها في فعاليات مؤتمر جيبكا للبلاستيك الذي نظمه الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "جيبكا" بالعاصمة السعودية الرياض، إن اللجنة العليا واصلت جهودها منذ ما يزيد عن عشر سنوات لاستضافة نسخة مستدامة من كأس العالم، مع مراعاة كافة جوانب الاستدامة في مشاريع المونديال.

 

وأضافت: "أمضينا الأعوام الاثني عشر الماضية في إعداد الخطط، وتنفيذ أعمال البناء والتشييد، واختبار كفاءة عملياتنا، واضعين نصب أعيننا دائماً تقديم تجربة استثنائية للجميع، مع الحرص على أن تتصدر الاستدامة قائمة الأولويات، حيث تعد عنصراً هاماً في نجاح البطولة، كما تشكل محوراً رئيسياً للمونديال منذ أن تقدمت قطر بملف الاستضافة."

 

وألقت المير الضوء على الدور الحيوي الذي يلعبه قطاع البتروكيماويات والمواد الكيمياوية في تنظيم أحداث رياضية كبرى تراعي جوانب الاستدامة، مع الأخذ بالاعتبار التحديات التي تنطوي عليها استضافة مثل هذه الفعاليات، وقالت: "بإمكان قطاع البتروكيماويات والمواد الكيمياوية أن يترك تأثيراً إيجابياً على الممارسات المستدامة، من خلال تشجيع الجمهور والجهات الراعية للفعاليات الكبرى، والشركاء، على اتخاذ خطوات عملية تعزز الجهود الرامية لتحقيق أهداف الاستدامة البيئية."

 

واستعرضت المير أمام المشاركين في المؤتمر نماذج من التجارب الناجحة خلال استضافة قطر لعدد من الأحداث الرياضية، ومن بينها كأس العرب 2021، التي شهدت تنفيذ العديد من المبادرات للحد من النفايات في استادات التي استضافت المنافسات، خاصة المواد البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة. وتمكنت اللجنة العليا من تحقيق نتائج رائعة خلال البطولة التي تواصلت منافساتها من 30 نوفمبر إلى 18 ديسمبر من العام الماضي، وتمثلت في عدم تحويل أي مخلفات من استادات البطولة إلى مدافن النفايات، فيما شهد استاد البيت إعادة تدوير النفايات بنسبة 70%.

 

وفي هذا السياق تابعت المير: "اعتمدنا طرقاً فعالة للحد من النفايات، منها تقديم وجبات القوى العاملة من البوفيهات بدلاً من الوجبات المحضرة مسبقاً في عبوات بلاستيكية، كما استخدمنا أباريق مياه سعة 5 جالون قابلة لإعادة التعبئة بدلاً من الزجاجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد".

 

وتناولت المير خلال كلمتها في المؤتمر جهود اللجنة العليا لتعزيز الاستدامة البيئية من خلال طرح حملة توعية ضمن برنامجها "موجة وحدة" لتشجيع الأفراد على المساهمة بفاعلية في تقليل النفايات البلاستيكية، بالتعاون مع مؤسسة "سفن كلين سيز" لمكافحة التلوث البلاستيكي في بحار ومحيطات العالم.

 

وتمثل الحملة إحدى أهم المبادرات الرامية إلى استضافة بطولة خالية من الملوثات البلاستيكية، من خلال زيادة الوعي البيئي لدى المشجعين، وتعزيز ثقافة إعادة التدوير، وتقليل كميات النفايات، وتعويض نفايات البلاستيك الناتجة عن أنشطة البطولة، عبر طرح حملات لإزالة المخلفات البلاستيكية من بحار ومحيطات العالم، تعادل النفايات الناجمة عن تنظيم البطولة.

 

وأشارت المير في هذا السياق إلى حرص اللجنة العليا على دعم الممارسات التي تسهم في حماية البيئة، إضافة إلى اعتمادها نظام "أرصدة البلاستيك" لتمويل عمليات إزالة النفايات البلاستيكية من البيئة الطبيعية، كطريقة لتعويض المخلفات البلاستيكية التي ستنتج خلال أنشطة وفعاليات النسخة المقبلة من كأس العالم."

 

وأوضحت المير أن نظام "أرصدة البلاستيك" وسيلة ناجعة لتحقيق أهداف الحملات البيئية للتخلص من النفايات وغيرها من المبادرات الأخرى الرامية إلى الحد من النفايات البلاستيكية، مشيرة إلى أن برنامج "موجة وحدة" يدعم في الوقت الحالي مشروعاً لتنظيف إحدى الجزر في إندونيسيا، الأمر الذي يؤدي إلى توفير مزيد من فرص العمل، إلى جانب المحافظة على بيئة صحية وسليمة.

 

وفي ختام كلمتها أمام المؤتمر أكدت مديرة إدارة الاستدامة في اللجنة العليا أن مونديال قطر 2022 سيحدث نقلة هامة في مراعاة جوانب الاستدامة خلال استضافة الأحداث الرياضية والفعاليات الكبرى بالمستقبل، وقالت: "تمتلك الرياضة، وخاصة كرة القدم، قدرة فريدة على إلهام وتحفيز ملايين المشجعين في أنحاء العالم، وتشكل استضافة كأس العالم 2022 فرصة ثمينة يتوجب علينا اغتنامها جيداً، والتعاون معاً لتترك البطولة إرثاً مستداماً ينعكس إيجاباً على المنطقة."