search

السفير أحمد بن علي الأنصاري لـ الكاس: إستضافة المونديال حلم لم أتوقع تحقيقه على أرض الواقع

أحمد حسن

ما بين الماضي والحاضر، قصص ووقائع تروي الكثير من تفاصيل أحداث تاريخية كان لها دور كبير في تطور المجتمع ، واذا كان هناك أحداث فمن المنطقي أن يكون هناك شاهد على العصر ينشر تفاصيل ما جرى خلال تلك الفترة الزمنية0

وبما أن قطر تشهد حاليا حالة غير مسبوقة من التجهيزات لإستضافة الحدث الرياضي الأكبر في تاريخها وهو نهائيات كأس العالم 2022 فكان لزاما أن نتعرف عن قرب على مراحل تطور كرة القدم منذ نشأتها وحتى يومنا هذا من خلال أحد المعاصرين لتلك الحقبة الزمنية.

لقاءنا مع سعادة السفير أحمد بن على الأنصاري أحد المؤسسين للنظام الرياضي في قطر وأمين سر أول اتحاد لكرة القدم، وأول خريج كلية تربية رياضية، ومؤسس نادي الوحدة الذي أصبح بعد ذلك النادي العربي، كما عمل سفيرا لدي 12 دولة، حيث يروي لنا تاريخ نشأة وتطور كرة القدم في قطر.

في البداية حدثنا عن البداية وكيفية نشأة كرة القدم في قطر.

كرة القدم بدأت في قطر مع نهاية الأربعينات وكانت من خلال عمال الشركات الأجنبية المنقبة عن البترول في منطقتي دخان ومسيعيد ، حيث كان العمال يقضون وقت فراغهم في ممارسة بعض النشاطات البدنية والالعاب الرياضية ومنها الكريكيت والتنس وكرة القدم وكان يشاركونهم هذه الأنشطة شبابنا القطري الذين يعملون معهم فلاقت كرة القدم الكثير من إعجابهم وبدأوا في نقلها إلى أصدقائهم في مناطقهم السكنية.

ما شكل المنافسات وقتها؟
الفكرة كانت مازالت في طور النمو لذلك كانت كرة القدم مقتصرة على إنشاء فرق في الفرجان ومعها أقيمت المباريات فزاد الارتباط والحب لهذه الرياضة ليتطور الأمر وتعرف طريقها للإنتشار, ومعها انطلقت فكرة تأسيس الأندية وكانت البداية بأندية النجاح ثم النصر ثم أسسنا نادي الهلال، وكان الدعم  وقتها شخصي جدا من الأهالي وأولياء الامور ثم كانت النقلة التالية من خلال المدارس ومنها بدأت وزارة المعارف تولي إهتماما كبيرا  فتم الاستعانة بمدرسين تربية رياضية من الدول العربية المختلفة وهذا كان الرافد الأول للأندية باللاعبين.

ما هي قصة أول مشاركة خارجية للفرق القطرية؟
في فترة الخمسينات كنا نلعب بإسم نادي شباب قطر وكان لدينا زميل اسمه على الدمامي من السعودية وكان لديه العديد من العلاقات الشخصية الوطيدة ببعض الرياضيين السعوديين، وقد أخبرنا بأنه إتفق على إقامة مباراة مع نادي الاتفاق السعودي بطل الدوري موسم 57/56  وبالفعل ذهبنا إلى هناك وفزنا بالمباراة  بنتيجة  2/3  وحصلنا على كأس القصيبي المخصصة الفائز باللقاء وشرفنا بحضور اللقاء  الملك سعود بن عبد العزيز خلال أحداث الشوط الثاني، وكانت بذلك أول بطولة نحققها خارج قطر.

هل تكررت المشاركات بعد ذلك؟
بالتأكيد بدأنا نولي إهتماما كبيرا بمسألة ضرورة الإحتكاك مع الفرق الخارجية سواء باستدعائها للعب في قطر أو الذهاب وإقامة معسكرات خارجية في العديد من الدول وأذكر أننا استضفنا العديد من الفرق البرازيلية الكبرى ومنها سانتوس الذي كان يلعب ضمن صفوفه الأسطورة بيليه كما استضفنا فرق  الاسماعيلي والاهلي والزمالك من مصر وغيرها من مختلف الدول، وكنا لا نملك وقتها سوى ملعب واحد هو إستاد الدوحة بعد أن تم تحويله من ملعب ترابي وزراعته بالنجيل.

ما هي نقطة التحول الحقيقية في مسار الكرة القطرية؟
بكل صراحة بطولة كأس الخليج  كانت هي نقطة تحول إيجابية في كرة القدم القطرية، وهي فكرة سعودية طرحها سمو الأمير خالد الفيصل، ومن هنا بدأنا في الاهتمام بالفرق والمنتخب وإقامة المنشآت الرياضية وبالطبع  كانت فكرة إنشاء إستاد خليفة الدولي لإستضافة إحدى نسخ البطولة وكان لنا شرف الاستضافة بعد ذلك في النسخة الرابعة عام 76، كما بدأنا في العمل على الإنضمام للإتحادات الرياضية في جميع الألعاب وفي مقدمتها كرة القدم حيث انضمت قطر للإتحاد الدولي عام 72 أي بعد 12 عاما من تأسيس الاتحاد المحلي.

متى توليت أول مناصبك الرياضية؟
في عام 68 حصلت على بكالوريوس تربية رياضية من جامعة بغداد وكنت أول خريج في هذا التخصص في دولة قطر وسلكت المجال المهني حيث تدرجت في المناصب حتى تقلدت منصب نائب رئيس اتحاد كرة القدم عام 72 مع الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني وهو أول مجلس إدارة لإتحاد الكرة القطري، بعدها تم تعييني مديرا عاما لرعاية الشباب، وكنت صاحب فكرة دمج الأندية خلال تلك الفترة، بعد هذه الحقبة وتحديدا في عام 79  تحولت إلى العمل الدبلوماسي وشغلت منصب سفير في أكثر من 12 دولة مختلفة.

كيف ترى تنظيم قطر للمونديال بعد كل هذا المشوار الطويل؟
بالطبع أشعر بالفخر الشديد لإستضافة هذا العرس الكروي العالمي وصراحة لم أكن أتوقع أن يأتي اليوم الذي اشهد فيه اكبر حدث رياضي في العالم يقام على أرض قطر، وهذا بالطبع عمل عظيم من قيادتنا السياسية التي لم تدخر جهدا في سبيل رفعة بلدنا وجعلها ملء سمع ونظر  الجميع لتصبح حديث العالم كله،  وشاهدت بنفسي اسم قطر يتردد بكثرة في كثير من البلدان التي زرتها وعلى سبيل المثال كنت في لندن منذ فترة قريبة وسألني أحد المواطنين الإنجليز من اي البلاد فأجبته بأنني من بلد مونديال 2022 فرد بإنبهار ( قطر ) .