search

مهرجان المحامل في كتارا يساهم في إحياء الحرف التقليدية

محمد جمال

يحتفي مهرجان كتارا للمحامل التقليدية في نسخته الثانية عشرة المُقامة حالياً على شاطئ كتارا ضمن فعاليات كتارا بكأس العالم قطر 2022، بالحرف والمهن التقليدية، خاصة تلك الحرف التي ارتبطت بالموروث البحري سواء في قطر أو منطقة الخليج العربي.

ويجد زائرو مهرجان المحامل التقليدية حرفيين يبرزون جماليات تلك الحرف التي لم تعد منتشرة اليوم بسبب التطور التكنولوجي المستمر، لكن تبقى هذه الحرف شامخة، خاصة أمام الأجيال الجديدة الذين لم يروها في حياتهم، ليتعرفوا من خلالها على تاريخ الآباء والأجداد فالمهرجان فرصة لإحياء وتعزيز هذه الحرف خاصة من المشاركين سواء من قطر أو من الدول الخليجية.

وكالة الأنباء القطرية التقت عدداً من الحرفيين وأصحاب الصناعات القديمة على هامش مشاركتهم في مهرجان كتارا للمحامل التقليدية، الذين أكدوا أن المهرجان يسهم في تعزيز المهن والحرف القديمة المرتبطة بالموروث البحري.

عبدالعزيز عبدالله السبيعي من قطر، قال في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ نشارك في مهرجان المحامل التقليدية من خلال تقديم صناعة أدوات الغوص مثل الديين (سلة صغيرة من الشباك يستخدمها الغواص ليضع فيها اللؤلؤ) والفطام الذي يضعه في فمه وقت الغوص، والحير وهو حجر صغير يسهل نزول الغواص إلى قاع الماء، حتى لا يفقد الأوكسجين بسرعة أثناء الغوص، مشيراً إلى أن هذه الصناعات القديمة تم نقلها من الآباء ونحاول نقلها للأجيال الجديدة ـ فهي رسالة على الرغم من عدم الإقبال عليها حالياً، مشدداً على ضرورة أن التعريف بهذه المهن التي ارتبطت بعالم الغوص قديماً وذلك من خلال الورش التدريبية.

عبدالمطلب البلوشي من سلطنة عمان يقول إننا نشارك في مهرجان كتارا للمحامل التقليدية منذ سنوات، ونقوم خلال المشاركة بالتعريف بصناعة المحامل التقليدية، حيث نقوم ببناء سفينة على شاطئ كتارا أمام الجمهور وهي من نوع الغنجة، وهي سفينة عُمانية، وهي من السفن الكبيرة الحجم، وتستخدم في نقل البضائع والإبحار لمسافات بعيدة طويلة، وتمر بمراحل عديدة بدءاً من بناء الهيكل والذي يكون من خشب الساج وهو خشب شديد التحمل لا يؤذيه اتصاله بالحديد، يتميز بالمرونة التي تسهل عملية استعماله إضافة إلى قدرته على البقاء طويلاً في الماء، حيث إنه يكاد يمتنع عن البلل.

ومن ثم صناعة السفينة بوضع القاعدة (الهيراب) حيث تثبت عليها مجموعة من الألواح تسمى (شراير)، بعدها يتم تركيب مجموعة من الأخشاب المنحنية تسمى (الحلقام) ثم الأضلاع الرئيسية وتسمى (الشلمان) بعد ذلك يتم استكمال تركيب الأضلاع وبقية الألواح وتمر كل هذه العمليات بعدة مراحل تتطلب جهداً وصبراً كبيراً.

ومن الحرف التي تظهر على شاطئ كتارا خلال مهرجان كتارا حرفة الحدادة، حيث مازال الحداد ينفخ في الكير ليصنع أدواته التقليدية فيقول السيد إبراهيم علي الجارودي، من السعودية: "أمتهن هذه الحرفة وأقوم من خلالها بصناعة الآلات الحديدية التي يستخدمها البحارة وكذلك الأدوات التي يستخدمها أهل الزراعة خاصة النخيل، فهي حرفة يدوية تعتمد على استخدام الحديد بأشكاله المختلفة، فيكون تصنيعها بالجمر ثم يتم طرقها على حديد صلب لتشكيله حسب الحاجة"، مشيراً إلى أن هناك أدوات في الحدادة مطلوبة حتى اليوم، خاصة المرتبطة بالزراعة مثل العكفة المستخدمة في النخيل.

من جهته، قال الحرفي زكي الغراش من السعودية وهو حرفي مختص بصناعة الفخار ويشارك للمرة الأولى في المهرجان، إن صناعة الفخار تعتمد على نوع الطينة ونحن نستخدم الطينة الخضراء وهي من أجود الأنواع، ونصنع منها الأباجورات والمشربيات وأشياء متنوعة، مشيراً إلى أن أي فكرة يطلبها الزبون يقومون بتنفيذها باستخدام الفخار.

من جانبه، قال طلال العسعوسي وهو مشارك من الكويت للعام الرابع على التوالي، وهو حرفي مختص في صناعة الآلات الشعبية التي لها دور في التراث البحري خاصة في سفر آبائنا وأجدادنا للغوص، حيث كانوا يمارسون الفنون الشعبية ومن الآلات التي يصنعها الدفوف والطبول والعديد من الأنواع الأخرى.

ويثمن السيد فيروز السالمي من الكويت، صانع الخوص، في تصريح لـ/ قنا/ جهود مهرجان كتارا للمحامل التقليدية في إحياء التراث البحري في المنطقة، مشيراً إلى أنه يشارك سنوياً في المهرجان الذي يتطور عاماً بعد عام وخاصة هذا العام الذي يواكب كأس العالم FIFA قطر 2022.

وقال إنه يشارك بتقديم حرفة صناعة الخوص الذي يشكل جانباً مهماً من تاريخ منطقة الخليج، حيث كانت تصنع منه كثير من الأغراض، وهذا ما نحاول تقديمه في المهرجان، حيث نعرض ونصنع أمام الجمهور هذه الحرفة ونقدم منتجات الخوص مثل السفرة والمهفة والزبيل والسلال بمختلف أشكالها وأحجامها، لافتاً إلى أن هناك تطوراً في الحرفة حيث هناك اعتماد ألوان جديدة جذابة بخلاف اللون الأبيض فقط، ما يظهر أن هذه الحرف التقليدية يمكن أن تكون جذابة للجمهور حالياً.