search

إعلاميون من بولندا: استاد 974 تصميم فريد من نوعه والأجواء لها خصوصيتها

أسامة السويسي

ما إن انطلقت صافرة نهاية مباراة بولندا والأرجنتين أمس /الأربعاء/ ضمن منافسات الجولة الثالثة والأخيرة بالمجموعة الثالثة من نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022 التي استضافها استاد 974، أبدى مشجعو بولندا حزنهم نتيجة الخسارة (صفر - 2)، لكن سرعان ما تحولت إلى فرحة بعد سماعهم نبأ التأهل لدور الـ16على حساب المنتخب المكسيكي الذي فاز بدوره على السعودية (2 - 1)، ليحتفل الجمهور البولندي مع لاعبيه بالتأهل.

وأعرب عددٌ من الإعلاميين البولنديين عن سعادتهم بالتواجد في قطر وتحدثوا في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ عن تجربتهم الرائعة هنا، وانبهارهم بكل ما يتعلق بتنظيم المونديال، والتصاميم الفريدة للاستادات خاصة استاد 974.

وأكّدت الإعلامية البولندية صوفيا رياسكي التي تزور قطر لأول مرة من أجل تغطية فعاليات كأس العالم، أنها كانت حريصة على مشاهدة جميع مباريات منتخب بلادها في المونديال، وقد أعدت العديد من التقارير سواء في مكان إقامة المنتخب البولندي في فندق إزدان بالاس أو في معسكره التدريبي على ملعب نادي الخريطيات.

وأضافت في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: "المنتخب البولندي سجل ظهوره التاسع في كأس العالم، وقد كانت البداية إيجابية بعد التعادل مع المكسيك بدون أهداف ومن ثم هزيمة المنتخب السعودي بهدفين نظيفين في المباراة الماضية، ولكن اليوم الخسارة الأولى جاءت أمام الأرجنتين، ولكن في نهاية المطاف تمكنا من العبور إلى الدور المقبل بعد غياب لزمن طويل".

وتابعت: "بالتأكيد لقد أعجبت بالأجواء في كافة ملاعب المونديال، ولكن في استاد 974 الوضع مختلف هناك الكثير من التفاصيل حرصت على تصويرها، إنه ملعب رائع وبتصميم خاص ينفرد به عن غيره من باقي الملاعب، وقد كان ذكاء استنباط الفكرة من حاويات الشحن البحري، وأتمنى أن يتم الإبقاء على هذا الملعب لأنه سيبقى يحمل ذكريات جميلة لقطر ولكل من زار ولعب على أرضيته وجلس في مدرجاته".

وتوقعت الإعلامية صوفيا أن تنافس منتخبات البرازيل وفرنسا والأرجنتين على اللقب في المونديال ولكن المفاجآت لن تغيب عن المشهد في الأدوار الإقصائية، وربما ينجح منتخب آخر بخطف الأضواء وتحقيق اللقب.

وثمنت الإعلامية البولندية الجهود الكبيرة التي بذلتها قطر لتنظيم كأس العالم، من كافة النواحي، مشيرة إلى أن الملاعب التي بُنيت لاستضافة المونديال ستبقى إرثاً كبيراً خاصة أن قطر مقبلة على تنظيم أحداث رياضية كبرى،على المستويين القاري والدولي.

وختمت صوفيا تصريحاتها لـ/قنا/: "حقيقة لا يمكن إلقاء اللوم على المنتخب القطري بعد وداعه المبكر من المنافسة، أعتقد أنه تعرض لضغوط نفسية كبيرة وبالمقارنة مع العروض التي أظهرها أنا أعتقد أنه يتوجب الاستفادة من هذه المشاركة والعمل على الاستفادة منها في الإعداد لمنتخب قادر على تسجيل حضور مهم في النسخة الـ23 من المونديال في العام 2026".

بدوره، قال الإعلامي البولندي روبرتو تشيلاسكي في تصريح مماثل، إن كأس العالم في قطر حققت الكثير من الفوائد والعوائد الإيجابية وسيكون لها إسهامات كبيرة على المجتمع المحلي بالنظر إلى الشغف الكبير الذي حظيت به البطولة في كافة المناطق وفي محيط الملاعب.

وأضاف: "جودة الملاعب في قطر حكاية خاصة وطريقة التصميم لها دلالات كثيرة حيث تمت مراعاة تفاصيل تحاكي البيئة المحلية في قطر، وقد قرأت الكثير عن حرص المنظمين على ذلك سواء في استاد البيت أو استاد الجنوب، فيما يبدو الوضع مختلفاً في استاد 974 الذي تراه بتصميم خاص مستوحى من حاويات الشحن البحري".

وختم: "التنقل إلى الملاعب ومواقع البطولة كان حدثاً بارزاً بحد ذاته، لقد قمنا بتغطية النسخة الماضية من المونديال في روسيا وقد كانت هناك معاناة في التنقل والطيران من مدينة إلى أخرى والبحث عن مقر للإقامة، ولكن هنا في قطر كل شيء اختلف سواء من ناحية سهولة الوصول إلى الملاعب، أو عدم تكبد عناء السفر وتغيير أماكن الإقامة".

على الصعيد ذاته، قالت جوليا هيرنانديز إنها سعيدة بخوضها تجربة كأس العالم التي تقام للمرة الأولى في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، معربة عن أملها في أن يوفق منتخب بلادها في الدور المقبل وينجح بالتأهل إلى الدور ربع النهائي.

وأضافت: "الجماهير في بولندا تعرف جيداً أن المنتخب يحمل مسؤوليات كبيرة كونه لم ينجح بالتأهل إلى الدور ثمن النهائي منذ وقت طويل، لذا الكل كان مصراً على الوقوف بجانب اللاعبين خلال جميع مبارياتهم، إيماناً منهم بقوة تأثير الجمهور في أداء اللاعبين وإشعال حماسه على أرضية الملعب".

من جهته، قال الصحفي البولندي الذي يعمل كمراسل في إحدى وكالات الأنباء العالمية إن منتخب بلاده تمكن من تحقيق تأهل تاريخي بعد غياب طويل، مؤكداً أن التاريخ سيسجل هذا النجاح.

وأضاف: "منذ أن زرت استاد 974 للمرة الأولى شعرت بسعادة كبيرة بسبب التصميم الرائع وكنت أعرف أننا سنواجه الأرجنتين هنا ورغم الخسارة لكن تمكنا من تحقيق التأهل".

وأوضح أن الجميع في المنتخب قدموا مباريات كبيرة ونجحوا في الحصول على بطاقة الدور المقبل.

وختم: "حقيقة نحن نقضي تجربة رائعة هنا في قطر، وقد حظينا بالتعرف على ثقافة مختلفة وحرصنا على ذلك في كل مكان كنا نذهب إليه، ونأمل أن تسنح لنا الفرصة لاكتشاف المزيد من الأماكن في قطر قبيل موعد العودة إلى بولندا".

وسجل منتخب بولندا ظهوره التاسع في كأس العالم، بعد أن عرف مشاركته لأول مرة في مونديال فرنسا 1938، عندما أنهى المونديال في المركز الـ11.

وانتظرت الكرة البولندية نحو 4 عقود للظهور مجدداً في كأس العالم وذلك في مشاركتها الثانية خلال مونديال ألمانيا 1974، عندما حقق المنتخب البولندي أكبر إنجاز في تاريخه في ذلك الوقت محرزاً المركز الثالث.