search

تجربة استثنائية للمشجعين من ذوي الاحتياجات الخاصة في استادات المونديال

عبـدالـرحـمـن الـسـامـرائـي

أكد السيد خالد النعمة، المدير التنفيذي للتواصل المجتمعي والشؤون التجارية في اللجنة العليا للمشاريع والارث، أن الإتاحة وسهولة الوصول والحركة جاءت في مقدمة الأولويات خلال مرحلة الإعداد لاستضافة كأس العالم FIFA قطر 2022، تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030، واستراتيجية الاستدامة للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

وشدّد النعمة، في تصريحات صحفية عشية الاحتفال باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة الموافق للثالث من ديسمبر من كل عام، على حرص اللجنة العليا للمشاريع والإرث، من خلال العمل مع منتدى التمكين الذي يضم ممثلين عن مجتمع ذوي الإعاقة، والجهات المعنية، على إتاحة الفرصة أمامهم للإسهام بدور مباشر في تحديد الخدمات والتسهيلات التي يحتاجونها خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وكيف يمكن للمونديال أن يبني إرثاً طويل الأمد في سهولة الوصول والحركة في أنحاء البلاد وفي المنطقة بأسرها.

ومن جانبه، قال السيد فيديريكو أديتشي، رئيس قسم الاستدامة والبيئة في الاتحاد الدولي لكرة القدم /الفيفا/: "نجدّد التزامنا بالاستدامة في كل نسخة من بطولة كأس العالم. لقد نجح مونديال قطر 2022 في ريادة مشهد الأحداث الرياضية الكبرى الأخرى، على صعيد تعزيز سهولة الوصول والحركة لذوي الإعاقة، والذي يتجاوز مجرد توفير البنية التحتية الأساسية التي تلبي احتياجات هذه الفئة من المشجعين، ليشمل إتاحة كل السبل التي تضمن أن يشعر الجميع بالترحيب والمشاركة بفاعلية في هذا الحدث العالمي، ونفخر بالإنجازات التي نجحنا في تحقيقها لضمان سهولة الحركة والوصول للجمهور من كافة فئات المجتمع".

وحرصت اللجنة العليا للمشاريع والإرث على إنشاء غرف للمساعدة الحسية، بالتعاون مع عدد من شركائها في قطر، و/فيفا/، لتمكين المشجعين من ذوي التوحد وصعوبات الإدراك الحسي، من الاستمتاع بحضور مباريات كأس العالم FIFA قطر 2022، بإشراف طاقم من الخبراء في ثلاثة من استادات المونديال، هي البيت ولوسيل والمدينة التعليمية، والتي توفر مساحة مجهزة بالتكنولوجيا الحديثة والإضاءة الملائمة لهذه الفئة من المشجعين، لتخفيف شعورهم بالاضطراب والقلق الذي قد ينتابهم أثناء المباريات.

وتشهد هذه النسخة من كأس العالم أكبر استخدام لغرف المساعدة الحسية في حدث رياضي بهذا الحجم في تاريخ استضافة الأحداث الرياضية في العالم. كما جهّزت اللجنة العليا عدداً من غرف المساعدة الحسية المتنقلة في أنحاء قطر، لمنح المشجعين فرصة الابتعاد عن الحشود الكبيرة أو الموسيقى الصاخبة، على كورنيش الدوحة، والذي شهد مجموعة واسعة من الفعاليات والأنشطة الترفيهية والثقافية، وكذلك في مهرجان الفيفا للمشجعين، في حديقة البدع.

وقال المشجع المغربي ياسين شهبوب، 30 عاماً، إن حضور كأس العالم شكّل حلماً طالما تمنى تحقيقه طوال حياته، بسبب مُعاناته من احتياجات حسية تجعل من الصعب عليه الحضور بين المشجعين في مدرجات الاستاد، حيث تشكّل الحشود الكبيرة والأصوات الصاخبة والأضواء الساطعة في مثل هذه الفعاليات أجواء مربكة له، ولكن مع توفر الغرف الحسية في مونديال قطر، أصبح بإمكانه تحقيق حلمه والاستمتاع بمتابعة المباريات.

وأضاف شهبوب، الذي جاء إلى قطر برفقة صديقه بدر بدركيش قادماً من العاصمة المجرية بودابست، لحضور منافسات المونديال: "لم أتوقع يوماً أنني سأكون قادراً على تشجيع منتخبي المفضّل من المدرجات، خاصة في كأس العالم، وعندما سمعت أن قطر تقدم مساحات هادئة معزولة عن الضوضاء تتيح لي الابتعاد عن الضجيج الذي لا أحتمله، بادرت على الفور بحجز تذاكر لحضور مباريات مونديال قطر 2022". من جهته، قال عادل العواد الذي يصطحب ابن شقيقه إبراهيم البالغ من العمر 13 عاماً إلى مباريات كأس العالم: إن غرف المساعدة الحسية تعد تجربة مهمة لإبراهيم. وأضاف: "أشعر بالسعادة لمشاهدة إبراهيم ينال الفرصة لحضور مباريات كرة القدم في البطولة العالمية، فهو يحب هذه اللعبة ويتحمس كثيراً لمتابعة المباريات في الاستاد".

وتابع: "على الرغم من أن إبراهيم يحب الأجواء في المدرجات ومشاهدة المشجعين وسماع هتافاتهم، فإن ذلك يكون أحياناً غير محتمل بالنسبة له. وكطفل مصاب بطيف التوحد، فإن الغرف الحسيّة تساعده على الاستمتاع بحضور المباريات، وجعل هذه التجربة سهلة ومريحة، بعيداً عن بعض الأصوات والحركات التي تسبب له شعوراً بعدم الراحة". وتابع: "الأهم من ذلك، أن توفير مثل هذه المرافق والتجهيزات يمنح إبراهيم الفرصة للمشاركة في غيرها من الأحداث الكبيرة ويعزّز ثقته بنفسه، وبالتالي الاندماج بشكل أفضل في المجتمع".

وكانت اللجنة العليا لمشاريع والإرث قد أنشأت منتدى التمكين في العام 2016 والذي يشكّل منصة تجمع بين الأشخاص ذوي الإعاقة والمؤسسات الخاصة والمنظمات غير الحكومية وممثلين عن الجهات الحكومية لمناقشة أفضل السبل لتنظيم بطولة كأس عالم شاملة وسهلة الوصول، بما في ذلك تقديم الملاحظات حول مشاريع البنية التحتية والعمل على تلبية معايير الفيفا الخاصة بسهولة الوصول والحركة والتصميم الشمولي للمرافق والمنشآت، إلى جانب دعم رؤية قطر الوطنية في تعزيز وحماية الأشخاص من ذوي الإعاقة. وإلى جانب غرف المساعدة الحسية في الاستادات، وأخرى متنقلة في الوجهات الترفيهية للجماهير يشهد مونديال قطر عدداً من الخدمات غير المسبوقة للمشجعين من ذوي الإعاقة، بما في ذلك التعليق الوصفي السمعي باللغة العربية في جميع المباريات. وتعد بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، النسخة الأكثر إتاحة في تاريخ البطولة، حيث تم تجهيز الاستادات المونديالية الثمانية بمرافق وخدمات خاصة تلبي كافة احتياجات ذوي الإعاقة.