search

خبراء التحكيم: التكنولوجيا وفرت وسائل مساعدة هائلة للحكام وإضاعة الوقت أصبحت بلا فائدة

أحمد حسن

مع وصول كأس العالم قطر 2022 إلى الأدوار الإقصائية، حافظت المباريات التي لُعبت حتى الآن على حالة الهدوء على صعيد القرارات التحكيمية والصافرات المحتسبة خلالها، وبقيت بعيدة عن الجدل سوى في حالات نادرة لكن سرعان ما تلاشت في ظل وجود التكنولوجيا التي وفرت مساعدة كبيرة لحكام المونديال.

وحرصاً على تحقيق العدالة التحكيمية اعتُمدت لأول مرة في المونديال تقنية كشف التسلل "شبه الآلية"، من أجل دعم الحكام وحكام الفيديو في اتخاذ قرارات دقيقة.

وظهرت أهمية هذه التقنية في عدة مباريات خلال الجولات الماضية، حيث ألغي العديد من الأهداف أبرزها في مباراة منتخبي الأرجنتين والسعودية، حيث تم إلغاء ثلاثة أهداف للمنتخب الأرجنتيني في الشوط الأول بداعي التسلل بعد تدخل تقنية الفيديو.

كما ألغي هدف سجله البرتغالي كريستيانو رونالدو في مباراة منتخب بلاده أمام منتخب غانا لوجود تسلل أكدته تقنية الفيديو أيضاً.

وتعمل تقنية كشف التسلل الجديدة من خلال تثبيت 12 كاميرا متطورة ومتخصصة أسفل سقف الملعب، بهدف تتبّع حركة الكرة، وهي قادرة على تتبّع ما يصل إلى 29 نقطة بيانات مختلفة على جسم كل لاعب، وهو متأخّر بنحو 0.5 ثانية فقط عن اللعب المباشر، ما يسرع من عملية اتخاذ القرارات، ويوفّر دقة أعلى في تحديد حالة التسلل من عدمه، فضلا عن أن الكرات المستخدمة في النسخة الـ22 من المونديال موصولة بشاحن كهربائي، حيث تشحن قبل انطلاق كل مباراة.

وسبب شحن تلك الكرات هو وجود حساسات إلكترونية ترسل 500 إشارة في الثانية للكاميرات الموجودة في الملعب، وغرفة تقنية الفيديو (VAR) لارتباطها بنظام كشف التسلل نصف الآلي.

على الصعيد ذاته، أصبحت إضاعة الوقت بلا فائدة في كأس العالم، وقد شددت لجنة الحكام على هذا الأمر وقد كان السبب في أن الوقت المحتسب بدل الضائع بلغ أرقاماً مزدوجة، حيث استمرت بعض المباريات لأكثر من 100 دقيقة.

ففي مباراة هولندا والسنغال أضاف الحكم 12 دقيقة، بينما شهدت مباراة ويلز وأمريكا إضافة 14 دقيقة وقتاً بدلاً من الضائع في الشوطين.

وبحسب /فيفا/ بلغ مجموع الوقت المحتسب بدل الضائع في المباريات الأربع الأولى في المونديال الحالي قرابة 65 دقيقة، بسبب سلسلة من التوقفات المختلفة، قبل انخفاض هذا المعدل خلال المباريات الأخيرة.

الإيطالي بيير لويجي كولينا، رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الدولي لكرة القدم، كان قد أكد خلال المؤتمر الصحفي الذي سبق صافرة انطلاق المونديال أن "اللوائح والآليات الجديدة للحكام هي لمكافحة إضاعة الوقت في المباريات".

وشدد كولينا على أنه أصدر تعليمات ويتابعها بدقة من خلال مجموعة منتقاة من مراقبي ومقيمي الحكام، لمعالجة هذه الظواهر.

وأضاف: "عندما نتحدث عن الوقت الضائع في المباراة يجب أن نحدث فرقاً بين الوقت الضائع بسبب المباراة والوقت الضائع عمداً من قبل اللاعبين، الجزء الأكبر هو الوقت الضائع بسبب المباراة".

وطالب كولينا بعدم التعجب من احتساب 6 دقائق، أو 7 أو حتى 8 وقتاً إضافياً، بيد أنه في الكثير من المواجهات قد تم تجاوز هذا الوقت قبل عودته إلى المعدل الذي تحدث عنه كولينا خلال المباريات الأخيرة.

وأوضح: "لقد حددنا للحكام بعض الحوادث المحددة التي ينبغي تقدير مدتها بدقة، لا سيما الوقت المخصص لعلاج اللاعبين بعد التعرض لإصابة. كان هذا الأمر معمولا به، ولكننا لاحظنا أن ثمة إصابات يستلزم علاجها أكثر من دقيقة واحدة".

وفي هذا الصدد، أكد بعض الحكام السابقين خلال تصريحاتهم لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن مستوى التحكيم في النسخة الحالية من المونديال يعتبر جيدا إلى حد ما، مشددين في الوقت نفسه على أن المباريات المقبلة ستكون حاسمة أمام طواقم التحكيم وعندها يمكن الحكم على المستوى الحقيقي للحكام.

وأشاروا إلى ارتباط تقدير الوقت بدل الضائع مع عوامل أخرى سواء في عمليات تغيير اللاعبين، بعد أن أصبح عدد التغييرات المسموح بها في كل مباراة 10 تغييرات، مقابل 6 في السابق، والإصابات وعمليات الرجوع إلى غرفة تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR)، ناهيك عن الوقت الضائع عند الاحتفال بالأهداف، حيث ينبغي على الحكام أخذ هذه الحوادث كلها في الحسبان عند تمديد مدة اللعب الفعلي وتعويض الوقت الضائع فيها.

ونوه هؤلاء الحكام بأن حالات التسلل بكأس العالم لا تحتمل الأخطاء لكونها تعتمد على الذكاء الاصطناعي ولا يتدخل فيها العنصر البشري.

وأشاد الكثير من الحكام خلال تصريحاتهم لـ/قنا/ بأداء الحكم الإنجليزي مايكل أوليفر الذي أدار مواجهة اليابان وكوستاريكا، وكذلك لقاء السعودية والمكسيك، إلى جانب الحكم الإنجليزي أنتوني تايلور والأمريكي إسماعيل الفتح، وتمنوا التوفيق للحكم القطري عبدالرحمن الجاسم في بقية أدوار المونديال.