search

رئيس نادي قطر لمزاين الإبل: مهرجان جزيلات العطا علامة فارقة في تاريخ المزاينات المحلية والخليجية

عـــــادل هـيـبـة

 أكد السيد حمد جابر العذبة، رئيس نادي قطر لمزاين الإبل، أن مهرجان قطر للإبل "جزيلات العطا" يشكل علامة فارقة ومضيئة في تاريخ المزاينات المحلية والخليجية، معتبرا أنه بات ملتقى رياضيا تراثيا ثقافيا اقتصاديا من الطراز الأول، عنوانه الأول صون رياضتنا التراثية، بدءا بحفظ إبلنا من العبث، وغرس تربيتها في عقول الأجيال الناشئة والحاضرة والمتعاقبة.

وقال العذبة، في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/: "إن النسخة الثانية من مهرجان قطر للإبل هي امتداد للنسخة الأولى، وانطلقت تحت شعار "جزيلات العطا"، وهو الشعار اللفظي الذي يرمز إلى "سفن البدو"، التي كانت السند للآباء والأجداد، فقد كانت وما زالت منزلة الإبل لا تدانيها منزلة، فكانوا يرتحلون على متونها، ويعيشون على الخيرات التي يكتنزونها من لحوم وألبان وأوبار، فعرفوا قدرها وحفظوا قيمتها".

وأضاف أن المهرجان سيستمر لمدة نحو شهر، ويشهد منافسات قوية في ثلاث فئات هي: المغاتير، والأصايل، والمجاهيم، وذلك عبر ثلاثة ألوان وهي: الوضح، الشعل والصفر، والشقح والحمر، لافتا إلى أن هناك إقبالا كبيرا من دول مجلس التعاون الخليجي على المشاركة في النسخة الحالية، حيث يشهد مشاركة أسماء معروفة في عالم المزاينات.

وأوضح أن المهرجان يشهد في نسخته الحالية تطورا كبيرا على كافة المستويات، سواء ما يتعلق بالجوائز المالية التي قاربت من 60 مليون ريال، أو آليات التحكيم وتطبيق الإجراءات، أو الأمور اللوجيستية على مستوى المنشآت الخاصة بالمهرجان، ومنها مضمار العرض ومنصة التتويج، فضلا عن الفعاليات والعروض الترفيهية المصاحبة، ومنها معرض "جزيلات العطا"، والقرية الشعبية، السوق الشعبي، ومعرض السيارات القديمة، إضافة إلى توفير 46 محلا لرواد الأعمال، ومجلس "جزيلات العطا" لاستقبال الضيوف، فضلا عن تخصيص مسرح خارجي للفعاليات والأمسيات الشعرية والمحاورات والمسابقات الشعبية، وكذلك شارع للاحتفالات.

ونوه العذبة بالإقبال الكبير على المشاركة في المهرجان، الذي تستمر عمليات التسجيل فيه حتى قبل أيام قليلة من نهاية المهرجان، حيث أظهرت عمليات التسجيل في الأيام الأولى تسجيل 1500 مالك و2000 مطية، متوقعا مع نهاية المهرجان أن تفوق أعداد المطايا المشاركة ثمانية آلاف مطية، خاصة أن منطقة الترصيص في المهرجان تشهد يوميا دخول من 150 إلى 200 مطية.

ورأى رئيس نادي قطر لمزاين الإبل أن المهرجان يسير وفقا للبرنامج الموضوع له من قبل بكل سلاسة ودون أي معوقات، لافتا إلى أن منافسات الأيام الأولى جرت لفئة المغاتير، وكانت قوية جدا في العديد من الأشواط، متوقعا أن تشهد الأيام المقبلة المزيد من التشويق والمتعة والإثارة في أشواط الأصايل، منوها في الوقت نفسه بالالتزام التام من قبل الملاك بشروط المهرجان، ووعيهم وتعاونهم مع اللجنة المنظمة للمساهمة في إنجاح الحدث.

وأوضح العذبة أن المهرجان بات من أفضل مهرجانات المزاين على مستوى المنطقة بالأرقام، حيث يشهد هذا العام مشاركات مميزة، معتبرا أن المستويات الراقية وارتفاع وتيرة المنافسة في مختلف الأشواط حتى الآن، أجبر الملاك على الاهتمام وشراء سلالات ونوعيات غالية من الإبل من أجل المحافظة على تواجدهم في بؤرة المنافسة، بدلا من توديع السباقات مبكرا.

ورأى رئيس نادي قطر لمزاين الإبل أن مهرجان قطر للإبل "جزيلات العطا" مهرجان رياضي تراثي اقتصادي ثقافي، وتجمع حيوي للأشقاء في دول مجلس التعاون، وفرصة للتقارب والالتقاء بين الأقارب والأصدقاء في دول الخليج خلال الاحتفالات والدعوات والولائم التي تقام على هامش هذا الحدث المهم.

وعن إجراءات مهرجان قطر للإبل لمكافحة ظاهرة عمليات التجميل التي انتشرت في عالم الإبل، أوضح العذبة أن نادي قطر لمزاين الإبل بات مثالا يحتذى به في مكافحة العبث، حيث قام النادي بجلب بعض الأطباء والخبراء المتخصصين في هذا المجال، كما تم عمل بعض الدراسات والأبحاث عن هذا الأمر، وشراء بعض المعدات والأجهزة الحديثة المتطورة لمحاربة هذه الظاهرة.

وتابع أنه منذ النسخة الأولى من مهرجان قطر للإبل صارت ضجة إعلامية ضخمة على قوة الفحص في المهرجان، لدرجة أن نسخة العام الماضي من المهرجان شهدت أكثر من شوط بدون مشاركين بعد سقوط جميع المطايا في الفحص واستبعادهم من المشاركة، مشددا على أنه منذ انطلاق مهرجان قطر للإبل ومحاربة العبث من المبادئ الأساسية التي ركزنا عليها، الأمر الذي دفع الملاك للمشاركة هنا في قطر بمطايا خالية من العبث.

وحول تشكيك البعض في لجان التحكيم في مهرجانات المزاين عامة، أكد العذبة حرص اللجنة المنظمة لمهرجان قطر للإبل سنويا على استقطاب شخصيات موثوقة في مجال التحكيم، تتمتع بخبرة ومصداقية كبيرتين، ولكنه شدد في الوقت نفسه على أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، وجميع الخاسرين بداية من المركز الثاني، دائما لا يرضون إلا بتحقيق الفوز، لافتا إلى أن اللجنة المنظمة للمهرجان راضية بشكل كبير على مستوى التحكيم، وهو الأمر الذي يظهره الإقبال الكبير من دول مجلس التعاون على المشاركة في أشواط المهرجان.

وأكد السيد حمد جابر العذبة، رئيس نادي قطر لمزاين الإبل، رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان قطر للإبل، أن نادي قطر لمزاين الإبل هو أول ناد رياضي قطري متخصص بمهرجانات المزاين، وأنه منذ تأسيسه بموجب قرار سعادة وزير الرياضة والشباب، رقم (12) لسنة 2021، يولي اهتماما بالغا بالموروث الشعبي والتاريخي، ويسعى جاهدا للمحافظة عليه، والعمل على صونه، ونقله للأجيال المتعاقبة، وجعله مواكبا للنهضة الحضارية، التي تعيشها البلاد على كافة الصعد، خصوصا الرياضية منها.


وقال العذبة، في مقابلة مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/: إن النادي يستهدف ملاك الإبل المتخصصين في مجال مزاين وجمال الإبل ومسابقات أخرى للإبل، حيث يهدف إلى دعم وتشجيع كافة الأنشطة والسباقات المتعلقة بها، والعمل على تطويرها، وتنظيم مهرجاناتها المحلية، والمشاركة في نظيراتها الخارجية، ودعم الملاك والمهتمين، وتسهيل مشاركاتهم بها داخليا وخارجيا.

وأضاف أن النادي يسعى أيضا إلى التمسك بعاداتنا وتقاليدنا والترويج للسياحة التراثية كأحد مكملات السياحة في دولة قطر، وذلك بجانب إقامة وإدارة المنشآت الرياضية ذات الصلة بمهرجانات المزاين، وفق أحدث المعايير والمواصفات، وصيانتها والمحافظة عليها، بالإضافة إلى تنظيم الندوات وورش العمل في هذا المجال، بما يسهم في رفع الوعي لدى الملاك بمتطلبات تلك المهرجانات، وإجراء البحوث والدراسات، والتعاون مع الجهات والهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة.

وشدد العذبة على أن جهود النادي منذ انطلاق النسخة الأولى من مهرجان قطر للإبل، تنصب على النهوض بمخرجات المهرجانات المحلية؛ من أجل دعم الملاك وتحفيزهم على الاستمرار في رعاية إبلهم، ونشر تربيتها على نطاق واسع محليا وعالميا، فضلا عن الحفاظ على سلالاتها العربية النادرة، مشيرا إلى تسخير النادي كل ما لديه من إمكانات متاحة من أجل الارتقاء برياضة الآباء والأجداد إلى مصاف الرياضات الأخرى، والعمل على أن تكون مستقبلا هي الرياضة الأولى محليا.

ونوه بدور نادي قطر لمزاين الإبل في دعم الملاك القطريين في المشاركة بمهرجانات المزاين، حيث يعمل النادي على التنسيق مع الأندية الأخرى في دول مجلس التعاون لتسهيل إجراءات مشاركة القطريين في المهرجانات الخارجية، فضلا عن تسهيل إجراءات دخول وخروج الحلال عبر المنافذ الحدودية، ومتابعتهم خلال المشاركة في المهرجانات وحتى العودة إلى قطر مرة أخرى.

ولفت إلى أن نادي قطر لمزاين الإبل أطلق مؤخرا تطبيق "مزاين"، وتم ربطه بالمنصة الإلكترونية لوزارة البلدية، وهو تطبيق متكامل يهدف إلى رقمنة كافة الخدمات المتعلقة بملاك الإبل المحليين والدوليين، ومواكبة تطوير الرياضات التراثية مع التطور الكبير الحادث في القطاع الرياضي للدولة، وذلك عبر تقديم مجموعة متكاملة من الخدمات لملاك الإبل، أبرزها تقديم طلبات إصدار تصاريح دخول وخروج الإبل بسهولة عبر الهاتف الجوال.

وأشاد العذبة بإطلاق النادي مشروع البنك الوراثي لبناء أرشيف وطني لإبل المزاين وحفظ سلالاتها، والذي يهدف إلى المساهمة في حفظ السلالات، وإثبات بصمتها الوراثية، ومنع التلاعب بالشرائح، إضافة إلى المساهمة في التحقق من نسب المطية وهويتها عند البيع والشراء، وذلك من خلال سحب عينات الدم، أثناء عملية التسجيل والترصيص، فضلا عن تطبيق بصمة العين كبديل للشرائح الإلكترونية بشكل جزئي؛ من أجل عمل دراسة على مدى دقتها، كخطوة أولى لتبيقها بشكل كامل خلال الفترة المقبلة.

تعد "البصمة الوراثية" مشروعا قطريا وطنيا بامتياز، يهدف إلى دعم الثروة الحيوانية، وتحسين إنتاجها، بما يتماشى مع رؤية قطر 2030، حيث سيسهم المشروع في حفظ وتوثيق السلالات وأنسابها، وقد صمم من أجل خدمة الملاك الحاليين والأجيال القادمة، إلى جانب تنظيم عمليتي بيع وشراء المطايا بمختلف أنواعها، لا سيما أنه يواكب التطورات الطبية العالمية على صعيد تربية الحيوانات، ويقدم للملاك المستهدفين معلومات فنية ووراثية متكاملة عن المطية المراد بيعها، من حيث عمرها، ونسبها، ورقهما، ومالكها.. إلخ. كما يساعد في سرعة ودقة التثبت من صحة هذه المعلومات، وذلك بمطابقة الفحوصات الجينية الجديدة مع نتائج العينات السابقة المخزنة برقم شريحتها، وبهذه الطريقة يتم الحد من عمليات الغش والتلاعب بالشرائح.