search

العربي يتجاوز السد.. ويتوج بطلا لكأس الأمير للمرة الأولى منذ 30 عاما

عبدالفتاح أحمد

توج العربي بطلا للنسخة الحادية والخمسين من كأس الأمير لكرة القدم، بعدما تجاوز السد بثلاثية نظيفة، في المباراة النهائية التي جمعتهما اليوم على استاد أحمد بن علي المونديالي، ليظفر باللقب الغائب عن خزائنه منذ 30 عاما.

ورفع العربي رصيده من الألقاب إلى تسعة، في وصافة السجل الذهبي للبطولة الأغلى في الكرة القطرية، حاصدا ثمار موسم مثالي نافس فيه بقوة على لقب الدوري القطري /دوري نجوم QNB/، وحل وصيفا.

بالمقابل، لم يقو السد، الأكثر تتويجا بكأس الأمير بـ 18 لقبا، على إنقاذ موسمه الحالي، ليخرج خالي الوفاض بعدما فرط بلقب الدوري الذي حمله في النسختين الماضيتين لصالح الدحيل، وخسر نهائيي كأس قطر وكأس النجوم. وسجل أهداف العربي كل من النجم الدولي السوري عمر السومة هدفين في الدقيقتين 62 و90+8، وحامد إسماعيل في الدقيقة 90+1.

واختصر الفريقان كلاسيكية جس النبض، ودخلا في الموضوع منذ انطلاق المباراة، فلم تكن تكتمل الدقيقة الأولى حتى هدد رودريغيو تباتا مرمى العربي بعد تمريرة أكرم عفيف، مطلقا تسديد قوية علت العارضة، ليأتي الرد السريع من العربي عندما توغل الآيسلندي أورن غونارسون وأرسل كرة عرضية قطعها الحارس سعد الشيب قبل أن تصل السوري عمر السومة المتحفز في الدقيقة الخامسة.

وكشفت الدقائق الموالية عن سيناريو المباراة من خلال استحواذ السد على الكرة أغلب الوقت، مقابل تراجع العربي إلى المواقع الدفاعية، والاعتماد على التحولات الهجومية عبر مرتدات سريعة شكلت الخطورة على مرمى السد، عندما أرسل عبدالله معرفي كرة عرضية وصلت لعمر السومة هيأها بدوره للتونسي يوسف المساكني، الذي سدد كرة قوية أبعدها الدفاع في الدقيقة العاشرة.

ومالت الأفضلية بشكل واضح نحو السد من خلال ضغط عال منحه سرعة استرجاع الكرة لإبقاء اللعب في مناطق العربي، خالقا العديد من الفرص أمام مرمى الحارس جاسم الهيل، بدأها أكرم عفيف الذي توغل وأرسل كرة نحو الزاوية البعيدة، مرت بمحاذاة القائم في الدقيقة 15، قبل أن يهدر الجزائري بغداد بونجاح فرصة سانحة عندما وصلته كرة داخل المنطقة ليسدد بتسرع فوق العارضة في الدقيقة 20.

وتواصل الخطر السداوي ليهدر علي أسد أسهل الفرص عندما هيأ له الإسباني سانتي كازورلا كرة أمام المرمى، لكنه سدد في المكان الذي يقف فيه الحارس جاسم الهيل في الدقيقة 30.

وفي الدقائق الأخيرة من الشوط الأول كاد بونجاح أن يسجل من رأسية إثر عرضية بيدرو ميغيل، لكنه كرته مرت بجوار القائم 43 قبل أن يتعرض العربي لضربة موجعة في الوقت بدل الضائع، عندما تعرض التونسي يوسف المساكني لإصابة حرمته من إكمال المباراة. واستهل السد الشوط الثاني بقوة ضاربا حصارا مشددا على العربي في نصف ملعبه، محدثا خطورة كبيرة بدأها بغداد بونجاح، الذي أطلق تسديدة قوية صدها الشيب لتعود إلى بونجاح داخل المنطقة وسط تدخل من المدافع الإسباني مارك مونيسيا، ليعلن الحكم عبد الهادي الرويلي عن ركلة جزاء، ليتدخل على إثرها حكم تقنية الفيديو /VAR/ مؤكدا عدم صحة القرار، الأمر الذي تم إثره إلغاء ركلة الجزاء في الدقيقة 53، فيما كان الأجدى بعلي أسد أن يسجل عندما وصلته تمريرة بغداد بونجاح أمام المرمى، لكنه أرسل الكرة فوق العارضة بطريقة غريبة في الدقيقة 59.

ورغم تحمل العربي عبء المباراة، فإن تحولا هجوميا منسقا عبر مرتدة سريعة صنع الحدث بهدف السبق الذي جاء عكس المجريات، عندما أرسل البديل حامد إسماعيل كرة عرضية قابلها السوري عمر السومة برأسية رائعة سكنت الزاوية البعيدة لمرمى الحارس سعد الشيب في الدقيقة 62، مطلقا العنان لأفراح جماهير العربي في المدرجات. واضطر مدرب السد خوانما ليو للتدخل بحثا عن التعديل، فأشرك المغربي أيوب الكعبي بديلا لحسن الهيدوس قبل أن يزج بالمدافع الكوري الجنوبي وو يونغ بديلا لردوريغو تباتا مقابل منح خوخي بوعلام حرية التقدم للأمام، الأمر الذي زاد الفاعلية الهجومية والتهديد المتواصل للعربي، الذي أظهر صمودا دفاعيا كبيرا خلال فترة حرجة مارس خلالها السد ضغطا هائلا، فكاد بغداد بونجاح أن يعدل النتيجة عندما استقبل عرضية أكرم عفيف، وحولها إلى المرمى، لكنها مرت بمحاذاة القائم في الدقيقة 89.

وفي غمرة بحث السد عن التعديل قاد البرازيلي رافيينا ألكنتارا هجمة مرتدة سريعة، مستغلا تقدم لاعبي السد للهجوم، ليمرر نحو حامد إسماعيل، الذي وضع الكرة في الشباك معززا تقدم العربي بالهدف الثاني في الدقيقة 90+1.

وكرر العربي المشهد ذاته الهجوم الخاطف في الدقائق الأخيرة من الوقت بدل الضائع، ليتوغل ألكنترا ويتجاوز المدافع ويهيئ الكرة لعمر السومة الذي أطلقها قوية في الشباك مسجلا الهدف الثالث في الدقيقة 90 +8، مؤكدا جدارة فريقه باستعادة اللقب بعد غياب دام ثلاثة عقود.